يعتبر التطريز الفلسطيني أحد أبرز الجوانب الحضارية التي تبرز تراث فلسطين، من خلال الملابس والشالات وغيرها من الملابس والأدوات أو مقتنيات البيت والعائلة، ويمتد عمر التطريز الفلسطيني اربعة الاف عام توارثها الابناء عن الأجداد وبات علامة معروفة للشعب الفلسطيني وطريقة لبسه.
عبر الخيوط الملونة التي تحاك يدوياً، تتشكل الرموز التي ترتبط بالبيئة الفلسطينية، لتمنح الثوب والأزياء الكثير من الخصوصية، في تطريز يعبر عن هوية الشعب وحضارته، واللافت أن هذه الحرفة لم تعد حكراً على الأزياء التراثية، حيث أدخلت إلى الكثير من الأزياء الحديثة كشنط للسيدات ومحافظ للهواتف والنقود.
شكلت هذه الحرفة، التي تناقلتها الأجيال الفلسطينية، مصدراً للعيش للعديد من النساء، اللواتي يقمن بالتطريز، وبيعها لتأمين متطلبات الحياة الكريمة، وتقوم العديد من الجهات المحلية بدعم قطاع التطريز واقامة معارض التسويق لهن لبيع المصنوعات التراثية.
ما ان تدخل بيت السيدة سمية مصطفى " ام رامي " من مدينة الخليل حتى تحط ابصارك على قطع تضاهي بجمالها جمال اللوحات والقوالب التراثية المصاغة على شكل اثواب وشالات وشنط ومحافظ للنقود وبيوت للهواتف وغيرها، حيث لا تخلو زوايا بيتها من قالب فني محبوك بعناية فائقة يسمى تطريز.
وتحدثت ام رامي " حبي للتراث والتطريز من دفعني للعمل طوال الوقت داخل هذا المشغل، التطريز يأخذ من وقتي الكثير وهي مهنة ليست بالسلهة، كونها تحتاج للتركيز وعدم التشتت واعمل على تعليم بناتي اسس المهنة للحفاظ على التراث ".
تضيف " شاركت في العديد من المعارض داخل الوطن لتسويق منتوجاتي وعرضها بالاسواق، وبالفعل لاقت رواجا جيدا، لكنني احاول تسويق منتوجاتي من خلال علاقات اجتماعية مع سيدات من مختلف المدن الفلسطينية ونجحت في بيع العديد من منتوجاتي من خلال المعارض والسيدات ".
تقوم بنات ام رامي  بتسويق منتوجاتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي " الفيس بوك "، وتستفيد من المردود المادي لمنتوجاتها لمساعدة اسرتها في التخفيف من اعباء الحياة المادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، ويعمل ثلاثة من ابنائها داخل مناطق الخط الاخضر.
تأسست العديد من الجمعيات والمراكز بهدف حماية التراث الفلسطيني والحفاظ عليه من الاندثار والسرقة ودعم العاملات في هذا المجال، وتعليم الجيل الجديد التطريز، وتستطيع سيدات المجتمع الفلسطيني تمييز نساء كل منطقة عن غيرها كون كل منطقة لها لباس مختلف ومميز.
من جانبها طالبت مديرة جمعية الشيوخ التعاونية السيدة يسرى عويضات بدعم قطاع السيدات العاملات في كافة المجالات واقامة المعارض الخاصة بالتطريز، وطالبت الجهات الرسمية بالعمل من خلال قنواتها لاقامة معارض للجاليات الفلسطينية في دول الشتات.
واشار الدكتور ادريس صقر مدير مركز السنابل للتراث الشعبي، الى قيام مصممان إسرائيليان بسرقة التطريز الفلسطيني ونسبه إلى تقاليدهم، وقال " مهمتنا اليوم صعبة، وتدخل ضمن نطاق مقاومة الإلغاء والاقصاء الثقافي والفني الذي ينتهجه الاحتلال الاسرائيلي ".
 وقال السيد نور الدين جرادات رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة شمال الخليل " نحاول دوما اقامة معارض للسيدات العاملات في التطريز، ونقوم بادخال اللباس الفلسطيني في كافة المهرجانات والاحتفالات التي نقيمها للتدليل على اهميته ومكانته ونقله للاجيال القادمة والتعريف به امام العالم اجمع" .
تبقى مهنة التطريز سلاحا اخر تواجه به السيدات الفلسطينيات ظروف الحياة الصعبة، وخط دفاع ثابت عن التراث الفلسطيني الاصيل الذي يتعرض للطمس والتشويه من قبل العديد من مصممي الازياء والتجار، ناهيك عن الاهمال الرسمي بملاحقة المتورطين في مثل هكذا قضايا.