ما إن أحزن
ما إن أقطف رموشي
وأفقأ عينيّ
ما إن أتألم
وأتيقّّن من أنّ الاحساسَ
لا يصلحُ لترميمِ الجرحِ
ما إنْ يمضي الوقتُ
وتُصبحُ الأحلامُ على وشكِ الظهور
يقول الفلسطينيُّ لا تذبحوني
اتركوني أعيشُ كزهرة برّيةٍ بصمت
سلبَني الزمنُ قدّاحتي التي أرى فيها الليلَ
لم يعدْ لي هدفٌ أستأنسُ به
حاولتُ أن أصعدَ
على سلّم المجهولِ
نشأتُ في الأنفاقِ حتّى نبتَ لي مخالبُ
خرجتُ أشتمُ العالمَ بحنجرةٍ مجروحةٍ من شدّة الكبْتِ
المسرحيةُ انتهتْ
والسّتارةُ أُستدِلتْ على صورِنا الباهتةِ
نشأتُ في نفقِ الأيام المنسيّةِ
أحملُ ذكراكِ يا أرضي
في شهر كانون الحزين
مثل غريقٍ في عرض البحر
صارت الكلماتُ بلا حروفٍ
لا أصابعَ تحرّكُ مواسمَ الاعيادِ
الكلماتُ نائيةٌ
والقيثارةُ لا تعيدُ الحنينَ اللاهثَ
كطيور زهرة الدفلى
أحبُّ الحياةَ حتّى لو كانت
بين فكيّ كماشة
أحبُّ الحياة كما لو أنها نافذة
في وجه الحرب
من البؤس تولد الثورة  
من الفراق تولد الثورة
من السّعالِ والامراضِ والأدويةِ الرّخيصةِ
والسّجونِ الضيّقةِ تولدُ الثورة
ما الذي إنْ فقدتُ وطني سيحدثُ
ما الذي إنْ أضربتُ عن الطعامِ
سيحدثُ للخيول
ماذا سيحدث لو أنَّ القرن الواحد والعشرين
فَقَدَ قرنه
وأنَّ أسلحةَ الدّمارِ الشّامل تبعدُ أمتاراً
من هذه القصيدةِ
الأرضُ مفتاحُ الحياةِ
فأيُّ مفتاحٍ يفكُّ لغزَ الأرض
هناك حربٌ
لها أحزانٌ كرائحة القطن
وهناك وطنٌ صامتٌ
ينظرُ الينا كغريبٍ
ويكتبُ رسائله بكلمات قلبهِ عبر البريد الالكتروني
ولا يضجرُ من مناداتنا بأسمائنا
يفتحُ نافذةً لأقمار اللّيل
ولقصائدَ تملأُ أنحاءَ الغرفةِ
آهٍ يا وطنَ العجائبِ
لفّني كما يلفُّني الهواءُ بقميصهِ
إرْتدِيني
لكي تنبثقَ الكلماتُ من الحصى
إفتحْ لي بابَ قلبِكَ
لأتوسّدَ الغيابَ على أرصفةِ العالمِ
الاعداءُ يحملونَ رشاشاتٍ وقنابلَ
يجيئونَ من مدنٍ
ماتتْ فيها العدالةُ أمامَ قصورِ العدلِ
إمنحني سهلاً فسيحاً من الدرّاقِ
قبل أن تموتَ غزلانَ  الطفولة من التّعب
خلفي كهنةٌ كثرٌ
وأمامي وعولٌ
يا راعيَ الزهورِ في القلوبِ المكسورةِ
إفتحْ نافذةَ الأملِ
في وجه أكاذيب هذا العالم.