خاص مجلة "القدس" العدد 346 نيسان 2018

حوار: عدي غزاوي

في ظلِّ التعقيدات التي تشهدها الساحة الفلسطينية جرَّاء تواصل الضغوطات ومحاولات الابتزاز الأمريكية للسلطة وحصار الشعب الفلسطيني بسبب رفض القيادة الفلسطينية الرضوخ لإملاءاتها، واستمرار الانقسام والقلق على مصير المصالحة خاصّةً بعد محاولة اغتيال رئيسَي الوزراء والمخابرات العامّة، أبى الفلسطينيون إلّا أن يخرجوا بمسيرات العودة الحاشدة إحياءً ليوم الأرض، فكان ارتقاء 17 شهيدًا ووقوع أكثر من 1400 جريح في غزّة تجديدًا لعهدِ أبناء شعبنا بالتمسُّك بأرضهم الحبيبة والسير على درب الشهداء. وللحديث حول هذه المستجدّات والقضايا العالقة وغيرها، حاورت مجلة "القدس" عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مسؤول مفوضية التعبئة والتنظيم في المحافظات الشمالية د.جمال محيسن.

ما هي الرسالةُ التي وجَّهها الشعب الفلسطيني للعالم عبر مسيرة العودة في يوم الأرض؟

إنَّ صراعَنا مع الاحتلال الصهيوني قائمٌ على الأرض منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى ومستمرٌّ حتى اليوم. وقد حملَ يوم الأرض الفلسطيني الخالد الذي وقع في 30 آذار 1976 في الجليل الفلسطيني رمزيّة ودلالةً كبيرةً على عمق تشبُّث الفلسطيني بأرضه، حيث ارتقى 6 شهداء دفاعًا عن الأرض الفلسطينية.

وفي الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، وجَّه الفلسطينيون، عبر المسيرات الحاشدة التي انطلقت في قطاع غزّة ومحافظات الضفة الغربية والداخل المحتل، رسائلَ تُعبِّر عن تماسك الشعب الفلسطيني في أرضه مقابل التغوُّل الإسرائيلي الذي يطمع بالسيطرة على الأرض الفلسطينية وتغيير هُويَّتها، إلا أنَّ الفاشية الصهيونيّة كانت قد قرَّرت مُسبقًا اتّخاذ إجراءات إجرامية تصل حد القتل ضدَّ المسيرة رغم سِلميتها، فمارست عنفًا غير مبرَّر، واستخدمت الرصاص المتفجِّر، ما أدَّى لاستشهاد 17 فلسطينيًّا وجرح أكثر من 1400 آخرين بعضهم عُرضةٌ للوفاة أو الإصابة بإعاقة دائمة.

بالطبع رسالتُنا وصلت العالم، ولكن في ظلِّ وجود الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القاضي المتمتِّع بحق "الفيتو" في مجلس الأمن، والجلّاد في الوقت نفسه، والتي أعاقت صدور بيان عن مجلس الأمن ضدَّ المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا وخاصّة في قطاع غزّة في يوم الأرض، فإنَّ طريقنا مليء بالأشواك.

ماذا يعني طلبُ القيادة الفلسطينية الحمايةَ الدولية لشعبنا؟

نحنُ نطالب بحمايةٍ دوليّةٍ للشعب الفلسطيني لأنَّنا شعبٌ أعزلُ لا يملك السِّلاح الذي يستطيع أن يُدافِع به عن نفسه. لذلك المطلوب من الأمم المتحدة التي كان لها دور أساسي في ضياع أرض فلسطين عبر عصبة الأمم أن تُوفِّر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضدَّ جرائم الاحتلال الصهيوني.

قبل أيام تحدَّث السفير الأمريكي في (إسرائيل) عن إمكانية إيجاد بديل للسيد الرئيس، فكيف تُفسِّر هذا التصريح؟

لم تُعيِّن الولايات المتحدة الرئيس محمود عبّاس ليكون لها حقُّ تَنْحِيَتِهِ! نحنُ نتحدَّث عن قائدٍ لـ"الشعب الفلسطيني"، وهذا الشعب العظيم لا يمكن في يوم من الأيام أن يحكمه شخصٌ قادمٌ عبر مظلة أمريكا أو عن طريق (إسرائيل)، والتاريخ مليءٌ بهذه الدروس والتجارب التي يجب أن يتَّعِظَ منها هذا الصهيوني فريدمن أو غيره من الحلف الأمريكي الصهيوني.

تواصل (إسرائيل) حربها ضدَّ أهالي الأسرى والشهداء هذه المرّة بإعلان اعتزامها اقتطاع رواتبهم من عائدات الضرائب، ماذا ستفعلون بخصوص ذلك؟

الشهداء أكرمُ منّا جميعًا، فهُم مَن ماتوا دفاعًا عن عروبة الأرض الفلسطينية، والأسرى هُم بواسلُنا الذين يدفعون حُريَّتهم ثمنًا لحُريّة الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، كلاهما يضحون في سبيل حقِّنا وهُويتنا التاريخية، وهذا حقُّهم علينا، وعندما نتحدَّث عن وجود نحو مليون أسير في المعتقلات الصهيونية، فذلك يعني أنَّ كلَّ الشعب الفلسطيني يجب ألا يتلقى أيّة رواتب، ثُمَّ إنَّ هؤلاء الشهداء يرتقون بسبب الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال بلا مبرّر أو وازع، فماذا تقول (إسرائيل) عن المجزرة التي ارتكبتها في غزّة؟ هل كان المتظاهرون يُهدِّدون أمن (إسرائيل)؟ ماذا نقول للشهيد السراديح؟ القاتل يريد أن يعاقب الضحية؟!

إنَّ شُهداءنا وأسرانا رموزٌ وطنيّةُ فلسطينيّةُ، وسنواصل دفع رواتبهم لأُسَرِهم حتى لو اضطُرِرنا للاقتطاع من رواتب الجميع ومهما كلَّفنا الأمر.

ما مصير المصالحة بعد محاولة اغتيال د.رامي الحمدلله واللواء ماجد فرج، خاصّةً مع الهجوم الإعلامي الصريح على الحكومة؟

لم أؤمن يومًا بأنَّ "حماس" كفرعٍ من "الإخوان المسلمين" قد تتراجع عن انقلابها في العام 2007، ولكنَّنالم نرغب بإحباط شعبنا، والسيّد الرئيس محمود عبّاس كان حريصًا دائمًا على إبقاء باب المصالحة مفتوحًا حرصًا على المصلحة الوطنية رغم عدم ثقته برغبة "حماس" في إنهاء هذا الانقسام، وبالتالي ضاع 11 عامًا من حياة الشعب الفلسطيني في حواراتٍ مع "حماس" لم تُثمر نتائج إيجابية لعدم رغبة "حماس" في التخلّي عن الامتيازات التي يتمتَّع بها عددٌ من قادتها.

لذا رهانُنا اليوم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وليس على "حماس"، فغزّة وطنية فلسطينية، وقد عبَّرت عن نفسها خلال العديد من الفعاليات التي شارك فيها أكثر من مليون فلسطيني مؤكِّدين تمسُّكهم بالشرعية الفلسطينية.

لقد أبدَينا أشدَّ الحرص على إبقاء بوابة المصالحة مفتوحة، ورعى الإخوة المصريون عمليات الاتفاق والمصالحة منذُ العام 2005 وما زالوا يبذلون الجهد المكثَّف في سبيل ذلك، ولكنَّ الجريمة التي قامت بها "حماس" باستهداف موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامةلم تكن تستهدف شخصيهما، وإنَّما مشروع المصالحة بأكمله، ومَن يستمِع لتصريحات قيادات "حماس" البذيئة والتهديد بالاعتقال والطرد لا يسعه إلّا أن يرى فيها مؤشراتٍ على أنَّ "حماس" تقف وراء هذا الفعل الشنيع. نحنُ لا نبحثُ عن تسميات، فهناك تنظيمات لها أذرعٌ بتسميات مختلفة لتحميل مسؤولياتٍ فرعية لهذه أو تلك، ولكن كلّ التيارات السلفية اليوم في غزّة هي فروع لحركة "حماس"، ونذكُر كيف أنَّه عندما حاول الشيخ عبداللطيف موسى الخروج عن قرار "حماس" لم يتردَّدوا في استهداف بيتٍ من بيوت الله، فقَصَفوا الجامع والشيخ في داخله، ما أدّى لمقتله ومَن معه مِن رفاقه!

أمَّا بالنسبة لموضوع الإجراءات، ففي أيِّ دولة في العالم توجد حكومة واحدة وأمن واحد، وطالما أنَّ هناك حكومة ثانية تُمارس صلاحياتها كاملةً في غزّة لا يمكن أن تتم المصالحة، لذا الرئيس مضطَّر لاتّخاذ إجراءات هي بحقّ "حماس" وليست بحق قطاع غزّة، وذلك للضغط على "حماس" لتعود عن استمرارها بالانقسام. وبعد ما حدث لا يوجد حلٌّ إلّا بإعطاء حكومة الوحدة الوطنيّة كامل صلاحياتها في غزّة لتؤدي عملها أو فلتتحمَّل "حماس" مسؤولياتها في القطاع.

كيف تُقيِّم المواقف العربية والدولية إزاء القرار الأمريكي بحقِّ القدس؟

كلُّ العالم يرفض قرار الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار القدس عاصمةً لكيان الاحتلال الصهيوني، والعديد من الدول أعلنت أنَّها لن تنقل سفاراتها للقدس، لأنَّ هكذا إجراء يُدمِّر أي مشروعٍ للسلام في المنطقة، فالقدس جزءٌ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ويجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على الأراضي التي اعترف العالم أنَّها دولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال، وبالتالي فهذه الإجراءات في الأُمم المتحدة تُمثِّل عدوانًا على الشعب الفلسطيني، والبرلمان الأوروبي وجميع دول العالم تقِف ضدَّ هذا القرار. لكن المشكلة لا تكمن في الأمم المتحدة و(إسرائيل)، وإنَّما في الأنظمة العربية التي ما زالت تُواجه المخطَّط الأمريكي الإسرائيلي حتى الآن لفظيًّا لا عمليًّا، فيما تتمادى أمريكا في إجراءاتها ضدَّ القضية المركزية للأُمّة العربية وتواصل تعميق الاشتباك الداخلي في الدول العربية للقضاء على مُقدَّراتها ضمن المخطَّط الأمريكي الصهيوني لتدمير الدول العربية حتى تبقى (إسرائيل) الدولة الوحيدة في المنطقة، وكلُّ ذلك بهدف حرف البوصلة عن الصراع الرئيس وهو مواجهة هذا العدو النازي التوسُّعي الذي يحتل أراضي فلسطين بالكامل، ويحتل العديد من الأراضي العربية في الجولان وفي لبنان، ويُكبِّل دولاً عربية عبر إلزامها باتفاقيات مُذِلّة.

هناك قمّة عربية ستُعقَد في منتصف شهر نيسان الجاري، ولكنَّني لا أُعوِّل عليها، فعندما تضع نفسك في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية، وهي العدو رقم واحد بالنسبة لنا تمامًا كـ(إسرائيل)، فلن يسعك مواجهة مشروعها، لذا نأمل أن تخرج الأمة العربية من هذه الغفوة، وتُصوِّب بوصلتها باتّجاه القضية المركزية، وهي قضية القدس التي تضمُّ مقدَّساتنا الإسلامية والمسيحية. قُدسُنا تطلب الحُريّة، فهل هناك ممَّن سيجتمعون في الرياض مَن يسعُهُ تحرير فلسطين؟ مَن يحرف البوصلة هُنا وهناك بوصلته تكشف عن نواياه، وللأسف ليست هناك نوايا صادقة باتِّجاه تحرير فلسطين.

برأيك إذًا ما هو المطلوب فلسطينيًّا وعربيًا لمواجهة هذا القرار وغيره من المشاريع التي تستهدف قضيّتنا؟

أولاً، الوحدة الوطنية الفلسطينية، فهي الصخرة التي تتحطَّم عليها كلُّ المؤامرات التي تُحاك ضدَّ قضيّتنا الفلسطينية، ولأنَّ المعركة تستهدف مشروعنا الوطني والكلَّ الفلسطيني نأمل أن يُسيطر العقل والحكمة على قيادات "حماس"، فالامتيازات الدنيوية كلُّها زائلة، وتعزيز جبهتنا الداخلية أهمُّ سلاح.

ثانيًا، لا بدَّ من استنهاض الوضع العربي والإسلامي الشعبي ثُمَّ الرسمي، فبعض الدول حتى الآن تعجز عن اتِّخاذ قرار بمنع تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) رغم كلِّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي! بل إنَّ دولاً إسلامية تتَّخِذ إجراءاتٍ ضدَّ الوضع الوطني الفلسطيني، كوزير خارجية السينيغال الذي زارَ القدس عبر البوابة الإسرائيلية. ما يجري في العالم العربي والإسلامي أمرٌّ غير معقول، وكأنَّ قضية فلسطين ليست قضيّةً مركزيّةً في النضال الوطني والقومي! هذه القدس التي فتحها عمر ابن الخطاب وحرَّرها صلاح الدين تبحث عمَّن يحررها، لكن للأسف الجزء الأكبر يتآمرُ عليها.

هل ما زال طرح "صفقة القرن" قائمًا أم أنَّ الفلسطينيين نجحوا في إفشاله؟

مَن يعود لمؤتمر "هرتسليا" عام 2010 يجد أنَّ ما تتناوله "صفقة القرن" هو نفسه رؤية (إسرائيل) للحل في المنطقة عبر إقامة دولة في غزة تتمدَّد في سيناء مع تعويض المصريين بأراضٍ أخرى، وضمِّ 12% من مساحة الضفة الغربية، وتقطيع أوصال الضفة لكانتونات تخضع لحكم ذاتي بسيادة إسرائيلية كاملة على الأرض، وهذا المخطط هو ما تتبناهُ اليوم الولايات الامريكية المتحدة، وبدأت بتنفيذه باتِّخذاها قرار إعلان القدس عاصمةً لكيان الاحتلال، ثُمَّ قال نائب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست الإسرائيلي "القدس الموحَّدة" لإيضاح الأمر أكثر، وعندما تُفكِّر الولايات المتحدة بنقلِ سفارتها من تل أبيب إلى القدس في نفس اليوم الذي تُعلن فيه (إسرائيل) ما يُسمَّى "استقلالها" على حساب الشعب والدم الفلسطيني فهذا تواطؤ واضح، لذا أقول لأمتنا العربية (إسرائيل) وأمريكا هُما الخطر الأوحد الذي يُهدِّد أمنَ العالم، وطالما أنَّكم تلهثون حتى الآن خلف عدوّكم الأساسي أمريكا، فأنتم تسيرون في الاتجاه غير الصحيح.

ما هي قراءتك للوضع الإسرائيلي الداخلي خاصّةً بعد التحقيقات التي تجري مع نتنياهو؟

حتى الآن نتنياهو غارقٌ في الفساد، ولكن المجتمع الإسرائيلي يُعَدُّ مجتمعًا فاشيًّا يميل إلى التطرُّف، والشارع الإسرائيلي يُشكِّل حمايةً لنتنياهو وضغطًا على الجهات الرسمية التي تُحقِّق معه. لقد سبق أن جرى عزل عددٍ من قادة (إسرائيل) عن مواقعهم بسبب فسادهم، لكن في حالة نتنياهو نجد أنَّ اليمين الإسرائيلي المتطرِّف يحميه، والأحزاب الإسرائيلية، باستثناء القوى اليسارية، يُسيطر عليها المستوطنون، لذا من غير المرجَّح أن تُعجّل الشرطة باعتقال نتنياهو.

كيف تُفسِّر قطع الكونغرس الأمريكي المساعدات عن السلطة بالتوازي مع تقديمه 700 مليون دولار لجيش الاحتلال الصهيوني؟ وهل السلطة برايك مُقبلةٌ على أزمة مالية بعد وقف المساعدات؟

بين (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية علاقة عضوية، وشاعرنا محمود درويش قال: "أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا"، فالولايات المتحدة اليوم منحازةٌ بشكلٍ وقحٍ للموقف الإسرائيلي وللعدوان على الشعب الفلسطيني، بل إنَّها حتى باتت هي مَن يقود المعركة مع الشعب الفلسطيني بالنيابة عن (إسرائيل). وبالتالي، هذه المساعدات التي قطعتها عن الشعب الفلسطيني بشكل مباشر عبر موازنة السلطة والمشاريع وعبر وكالة "الأونروا" التي تُقدِّم نحو 75% من المساعدات للشعب في غزّة، هي جزءٌ من الهجمة الأمريكية لمحاصرة الشعب الفلسطيني، وهي تُقدِّم المليارات للحكومة الإسرائيلية وأحدث المصانع الأمريكية للسلاح ساعيةً لتفتيت المنطقة العربية وإعطاء غطاء للدولة اليهودية. لذا على حكماء الأُمّة العربية والإسلاميّة إجراء مصالحات داخليّة لإعادة اللُّحمة للنسيج المجتمعي، وعدم إشعال حروب جديدة في المنطقة. وللأسف، فالمنطقة مليئة بالتحالفات من أجل الأنظمة، في حين لا نجد أيَّ تحالفٍ من أجل تحرير القدس والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية!

من جهة أخرى، السلطة بكلِّ تأكيد تواجه أزمةً ماليّةً حاليًّا، في حين أنَّها كانت في وقت سابق لا تعاني أيَّ أزمة مع المليارات التي كانت تصلها. إلّا أنَّ التحدّيات اليوم عديدة، خصوصًا عندما نتحدَّث عن موضوع المصالحة، فـ"حماس" تجبي الضرائب من المواطنين ولا تُسلِّم لخزينة السلطة الأموال، في حين دأبت السلطة على الانفاق الكامل على قطاع غزة طيلة 11 عامًا، وبالتالي إمَّا أن تُمارس السلطة كلَّ صلاحياتها في قطاع غزّة، وإمَّا أن تتحمَّل "حماس" مسؤوليتها في جباية الأموال، وتصرف على المواطنين في قطاع غزّة.

إلى أين تتَّجه الأمور ضمن أُفُق سياسي غير واضح؟

نحن دائمًا مرابطون على هذه الأرض، وقَدَرُنا أن نكون هنا للدفاع عن كرامة الأمة الإسلامية والعربية، إلّا أنَّنا لا ننكر وقوف شعوب عربية إسلامية وأحرار معنا، فلسنا وحدنا مَن يدفع الدم، وهذا تكريم من الله أن نكون شعب شهداء. ولكنَّني أقول إلى كلِّ حُكّام العالم العربي لا أحد منكم مخلَّد، وستُحاسَبون في يوم من الأيام عن تقصيركم تجاه هذه الأرض المقدسة، والتي يفترض أن تحموها منذ العهدة العمرية. لقد آن الأوان أن يُنظَر للولايات الأمريكية المتحدة كعدو لا كحليف أو صديق، لأنَّها الخطر الذي يُهدِّد أمن المنطقة، وهتلر المنطقة هو نتنياهو الذي احتلَّ أرضًا عربيّةً والذي سيحتل بالإضافة إلى فلسطين الأرضَ اللبنانية والسورية، ويُكبِّل المنطقة باتفاقيات أخرى تحقيقًا لمصالحها الضيّقة، لكن عليكم أن تعوا أنَّ القدس هي البوصلة الحقيقية، وهي أهمُّ من كلِّ الكراسي والعروش.