بيان صادر عن قيادة حركة فتح – إقليم لبنان

إنّ قيام الكيان الإسرائيلي الصهيوني باغتيال القائد المناضل والأسير السابق الشهيد سمير القنطار إنما يثبّتُ مجدداً للقاصي والداني بأنّ هذا العدو الذي إغتصب أرضنا فلسطين، ويقتل شبابنا، ويدنّس مقدساتنا، ويهدم بيوتنا، ويُهجّرُ شعبنا، هو رأسُ الارهاب في العالم، وفي المنطقة العربية، فهو الذي يمارس الجريمة المنظمة بكل أشكالها ضد شعوب المنطقة، وهو الذي يحصدُ ثمارَ الخراب الذي تشهده الأقطارُ العربية، وهو الذي ينشر الفساد، والفتنة لتحقيق أهدافه في السيطرة والهيمنة على هذه الأمة.

إنّ جريمة اغتيال القائد سمير القنطار هو عملٌ جبان ومُدان ومؤشّر خطيرٌ لجرِّ المنطقة إلى مزيد من الحروب والمعارك.

إنّ حركة فتح تستنكر وبشدة هذه الجريمة النكراء التي استهدفت حياة رمزٍ من رموز المقاومة البطولية، ومسيرةَ مكافحٍ مجاهدٍ بدأ حياته مقاتلاً شرساً في جبهة التحرير الفلسطينية ونفذ العديد من العمليات العسكرية، وأُسر في إحداها العام 1978 مع زميله احمد الأبرص، وقد أفرج عنه العام 2008 بالتبادل حيث انضم حينها إلى حزب الله ليستكمل نضاله على الجبهة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي، فجمع بذلك بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية باعتبار المقاومة واحدة لأنها موجهة ضد عدو واحد، وهذا النموذج نفسه وجدناه في الشهيد القائد عماد مغنية الذي نشأ في حركة فتح ثم تألّق في حزب الله قائداً مقاوماً، ومخطِّطاً استراتيجياً أذهل الاحتلال وقيادته العسكرية. باغتيال القائد الشهيد سمير القنطار تكون منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني قد خسر ركيزة من ركائز الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي.

باسم حركة فتح، وباسم شعبنا نتقدم بأصدق التعازي إلى الأخوة قيادة حزب الله، والشعب اللبناني الشقيق، ونؤكد أن شعبنا في مقاومته الجريئة والبطولية سيتحمل مسؤولياته مهما كان العبءُ كبيراً، والطريقُ طويلاً، والمخاضُ معقداً.

كما نعزي أهل الشهيد القائد سمير القنطار وأقاربه، واهل بلده، والشعب الذي أنجبه.

الرحمةُ له، والصبرُ والسلوان لأهله، والنصرُ لنا ولأمتنا.

والمجدُ لشهدائنا، والعزة لأسرانا، والشفاء لجرحانا