دشّنت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، ممثلةً برئيسها، مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني الوزير رمزي خوري، وعضو اللجنة، سفير دولة فلسطين في حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسية، ومدير عام اللجنة السفيرة أميرة حنانيا، اليوم الأحد، أعمال الترميم لكنيسة موسى الحبشي للروم الأرثوذكس في رفيديا بمدينة نابلس، التي سمّيت تيمُّنًا بالقديس موسى الحبشي.

 

وبدأت مراسم الاحتفال بقداس إلهي ترأّسه بطريرك القدس وسائر الأراضي المقدسة والأردن كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بالإضافة لمشاركة عددٍ من الكهنة، بحضور العديد من الشخصيات الاعتبارية والدينية، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والأجهزة الأمنية، وجمع غفير من أبناء الرعية وأبناء البلدة.

 

وتحدث البطريرك، في كلمته التي ألقاها الناطق الرسمي باسم بطريركية الروم الأرثوذكس الأب عيسى مصلح، حول أهمية ترميم كنيسة موسى الحبشي ليس فقط كقيمة معمارية قديمة وعريقة، وإنما كدلالة على الشهادة الحية والصادقة للحضور المسيحي على مر العصور، وعلى الإرث الرسولي في البلاد المقدسة.

 

وشكر اللجنة الرئاسية على تقديمها لمشروع الترميم وتغطية تكلفته كاملة، مشيدًا بمساعي سيادة الرئيس محمود عبّاس للمحافظة على المعالم التراثية المسيحية لمختلف الطوائف، وتثبيت الوجود المسيحي بمختلف مناطق الوطن.

 

بدوره، أكّدَ راعي الكنيسة الأرثوذكسية في نابلس الأرشمندريت ليونديوس أهمية هذه الكنيسة باعتبارها أقدم كنيسة للطائفة الأرثوذكسية في رفيديا، التي تعود للقرن السابع عشر، وشهدت احتفالات التعميد والزواج لأبناء الطائفة، مشيرًا إلى أنَّ الاحتفال بإعادة افتتاح هذه الكنيسة يتزامن مع عيد القديس موسى الحبشي.

 

من ناحيته، نقل خوري، في كلمته، تحيات سيادة الرئيس ومباركته للرعية لتدشين وترميم الكنيسة، مبينًاودور اللجنة ومهامها الأساسية التي تتمثّل بمتابعة الكنائس ومؤسساتها المختلفة والمحافظة عليها، من خلال المحافظة على الستاتيكو الذي يعمل به في فلسطين تاريخيًّا، بالإضافة إلى ترميم الكنائس ودعم النوادي والمؤسسات والمدارس من حيثُ المناهج وغيرها، ومن ناحية أخرى، العمل على تثبيت الوجود المسيحي في فلسطين، مُشدِّدًا على أصالة المسيحيين الفلسطينيين التاريخية.

 

وأوضح خوري أنَّ اللجنة تعمل على تثبيت الوجود المسيحي من خلال عمل إسكانات للأزواج الشابة، وإقامة المستشفيات، وإيجاد فرص عمل للمواطنين، والتشجيع على التعليم، من خلال منح دراسية في الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى دعم الأندية الشبابية التابعة للكنائس.

 

من جهتها، قالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة إن أبناء المجتمع الفلسطيني بمختلف انتماءاته الدينية والطائفية لا يتعايشون وإنما يعيشون عيشًا مشتركًا متقاسمين الأفراح والأحزان، ومتعالين على الاحتلال ومساعيه في إيجاد الفرقة وخلق الانشقاقات بين أبناء الشعب الواحد لهدم بنيته وتفتيت شمله، فيما شكر رئيس الجمعية الأرثوذكسية العربية في رفيديا بشارة خوري كلَّ مَن ساهم بإنجاز هذا المشروع، وأشاد بجهود القيادة في الحفاظ على تراث فلسطين وأماكنه التاريخية والدينية المقدسة، مشيرًا إلى أنَّ نابلس هي مدينة التعايش بين أبناء الأديان الثلاثة.

 

وكان وفد اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس استهلّ جولته في نابلس بلقاء محافظها اللواء إبراهيم رمضان، كما أقيمت مأدبة غداء بعد مراسم التدشين حضرها عدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية في المحافظة.