بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 18/10/2019

*الرئاسة

الرئيس يجتمع مع ولي العهد السعودي
اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في العاصمة السعودية الرياض، يوم الخميس، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأطلع الرئيس، ولي العهد السعودي، خلال الاجتماع، على آخر التطورات السياسية والأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، سيما الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضه ومقدساته.

وأكد سيادته، أن فلسطين وشعبها يقفون إلى جانب المملكة العربية السعودية، في وجه الاعتداءات التي تعرضت لها، مثمنا دعمها المتواصل لشعبنا وقضيته العادلة في شتى المجالات.

وحضر اللقاء: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى المملكة العربية السعودية بسام الآغا.

وعن الجانب السعودي: وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، ووزير الدولة، عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.

*فلسطينيات

زملط يعقد سلسلة لقاءات رسمية وشعبية في ويلز

عقد سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط عددا من اللقاءات مع مسؤولين في مقاطعة ويلز، وفي مقدمتهم وزيرة الشؤون الخارجية لحكومة ويلز الونيد مورغان.

وشكر السفير حكومة ويلز على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية. وبحث سبل تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين ويلز وفلسطين.

وطالب باستمرار الضغط على حكومة لندن من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.

وحذر زملط من الدعوات الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية والتي تشكل خطرا ليس فقط على فلسطين بل على النظام الدولي بأكمله، خاصة وأنها تفكك العلاقات القائمة بين الدول، وبالأخص عدم قانونية ضم الأراضي المحتلة بالقوة.

بدورها أكدت مورغان استعدادها لتعزيز التعاون والتنسيق بين ويلز وفلسطين.

كما التقى زملط أعضاء الجمعية الوطنية في ويلز (البرلمان) من الأحزاب السياسية، وشكرهم على  موقفهم التاريخي بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين في البرلمان البريطاني.

كما بحث مع رئيس المجلس البلدي لمدينة كارديف هيو توماس، توأمة عدد من البلديات مع بلديات فلسطينية، والموقف التاريخي الذي اتخذته بلدية شيفيلد بالاعتراف بدولة فلسطين رسميا، كأول مدينة في بريطانيا.

كما التقى زملط بالنقابات العمالية في ويلز والمعروفة بدعمها لقضية الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة، وبحث معها خطة عمل مشتركة من أجل تعزيز الدعم في ويلز للقضية الفلسطينية.

والتقى مع أبناء الجالية الفلسطينية في مدينة كارديف، واطّلع على المساهمات التي تقدمها في المجالات المهنية المختلفة في ويلز وتعزيز الدعم الشعبي لفلسطين.

*أخبار حركة "فتح"

"فتح" تدعو إلى إزالة اللافتات العبرية واستبدالها بالعربية في منطقة العيزرية

 دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منطقة العيزرية بمحافظة القدس المحتلة، إلى إزالة اللافتات المكتوبة باللغة العبرية واستبدالها بالعربية.

وقال نائب أمين سر حركة فتح في العيزرية سامي أبو غالية، في حديث مع مراسل "وفا"، اليوم الجمعة، إنه انطلاقا من الواجب الوطني تجاه شعبنا، ندعو جميع المواطنين الفلسطينيين إلى الالتزام بالدعوة بهدف ردع الاحتلال الإسرائيلي عن ممارساته بحق أبنائنا من قتل وتدمير وحرمان، وسلب لموارد الرزق واستغلال لمقدراتنا الوطنية.

وأضاف: "إن هذه الخطوة الأولى لمقاطعة كل شيء إسرائيلي، آملا أن تتوسع الدعوة في جميع أنحاء الضفة، كنوع من أنواع المقاومة الشعبية التي تنتهجها الحركة".

وأشار إلى أن عددا كبيرا من المحلات التجارية الواقعة على المدخل الرئيسي لبلدة العيزرية، استجابت للدعوة وأزالت اللافتات المكتوبة باللغة العبرية واستبدلتها بالعربية، مؤكدا أن هذا الإجراء لاقى ضجة إعلامية في المواقع العبرية.

*إسرائيليات

غانتس يرفض اقتراحَ نتنياهو بتشكيل "حكومة طوارئ أمنية"

رفض رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، اقتراحَ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن تشكيل حكومة وحدة، ووصفها الأخير بأنّها "حكومة طوارئ أمنية". وغرّد غانتس على حسابه في "تويتر" عصر أمس الخميس، "تلقيت اليوم اقتراحًا لا يمكن ألا أرفضه".

وأضاف غانتس: "سننتظر حتى الحصول على التفويض من الرئيس، ونبدأ مفاوضات جدية من أجل تشكيل حكومة وحدة ليبرالية تقود إلى التغيير وتعيد الأمل إلى مواطني (إسرائيل)".

وقالت كتلة "كاحول لافان" إنَّ "أداء رئيس الحكومة المنتهية ولايته، خلال الفترة الأخيرة أيضا، يدل على أنَّ الوحدة ليست طريقه، وإنما (هو يريد) الحصانة" من المحاكمة.

وكان نتنياهو قد قال خلال إحاطة لرؤساء قسم من كتل اليمين، في وقت سابق من اليوم، إنه اقترح على غانتس تشكيل حكومة وحدة، وصفها بأنها ستكون "حكومة طوارئ أمنية".

ويقضي اقتراح نتنياهو بأن تُشكّل الحكومة وفقًا لخطة الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، التي تنص على التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس، وأن يتولّى الأخير رئاسة الحكومة في حال تُقرِّر أنّه يتعذّر على نتنياهو الاستمرار في مزاولة مهام في منصبه بسبب تطورات في ملفات الفساد ضدَّه، ولكن دون أن يستقيل.

وحسب اقتراح نتنياهو، فإنَّه في بداية ولاية الحكومة يتم تحديد غاية العجز المالي في الموازنة ورصد ميزانيات للجيش الإسرائيلي بادعاء وجود وضع أمني يستدعي ذلك.

كذلك يقضي الاقتراح بتشكيل لجنة تكون مهمتها وضع حلول لكافة القضايا المتعلقة بالدين والدولة المتنازع حولها، وعدم دفع قوانين جديدة تتعلّق بالعلاقة بين الدين والدولة، وأن يكون لكلِّ حزب حقِّ فيتو ضدَّ أي مشروع قانون بهذا الخصوص، ما يعني الحفاظ على الستاتيكو في هذا المجال.

*عربي دولي

أبو الغيط يثمن المواقف الصينية الثابتة والمبدئية حيال القضية الفلسطينية

 ثمن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، المواقف الصينية الثابتة والمبدئية حيال القضية الفلسطينية، خاصة رفض الإعلانات الأميركية الأحادية سواء تلك المتعلقة بالقدس أو الجولان المحتل.

وأكد أبو الغيط، خلال اللقاء الذي عقد مع المبعوث الصيني الجديد للشرق الأوسط تشاي جون، في مقر الجامعة العربية بحضور الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة الدكتور سعيد أبو علي، اليوم الخميس، أن الصين لاعبٌ مهم للتوازن العالمي، وأن العالم العربي يحتاج إلى الاستمرار في توثيق علاقاته مع بكين.

*أخبار فلسطين في لبنان

اتفاقية تعاون بين "الأونروا" و"الفرنسية للتنميّة" بقيمة ٢١ مليون يورو لتمويل مشروع في مخيَّمات لبنان

 وقَّعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "الأونروا" والوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقيةَ تعاونٍ تُقدِّم بموجبها الوكالة الفرنسية ٢١ مليونَ يورو لتمويل مشروع (WAHET) الذي يشمل بناء مَجمَعين مدرسيَّين في مخيّم نهر البارد وفي منطقة بيروت، وتحسين البنية التحتية للمياه وجودتها في المخيّمات الفلسطينية كافّةً.

وجرى توقيع الاتفاقية خلال حفلٍ نُظِّم في المكتب الإقليمي للـ"أونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت، صباح يوم الخميس ١٧-١٠-٢٠١٩، بحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور على رأس وفدٍ من السفارة، والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، ومدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، وممثلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إيمان شمص، ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل، وحشدٍ من ممثّلي الجمعيات الأهلية والمدنية والشخصيات اللبنانية والفلسطينية.

وتخلّل حفل التوقيع كلمة ألقاها رئيس قسم العلاقات مع المانحين في" الأونروا" مارك لاسواوي عبَّر فيها عن سعادته لمشاركته في حفل توقيع اتفاقية التعاون بين الوكالة الفرنسية للتنمية و"الأونروا"، ورأى أنَّ هذه الاتفاقية تُشكّل مرحلةً جديدةً في مسار العلاقة بين فرنسا و"الأونروا" في فترة مهمة من حياة الوكالة، والتي قرّرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قطع التمويل عن الوكالة ممّا شكّل أزمة وجودية لاستمرارية "الأونروا".

وأكَّد ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي السيد لودريان، العام الماضي في مؤتمر روما، عن مضاعفة المساعدات الفرنسية لـ"أونروا" للعام ٢٠١٩، على اعتبار أنَّ فرنسا تقف في طليعة المدافعين عن عمل الوكالة وحقوق الإنسان. 

واعتبر لاسواوي أنَّ العام ٢٠١٨ لم يشهد ظهور أزمة مالية فحسب، إذ عرفت الأشهر الثمانية عشر الأخيرة حملةً تهدف إلى نزع الصفة الشرعية عن اللاجئين الفلسطينيين مؤكِّدًا أنَّ هذه الهجمات تطال دور "الأونروا" وخدماتها وتمويلها وشرعيتها والمسائل ذات الصلة بوضع حقوق اللاجئين في إطار استراتيجية ترمي إلى إضعاف احتمالات الحل للقضية الفلسطينية القائم على أساس الدولتين.

وكانت كلمة لمدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني أعرب فيها عن امتنان مكتب لبنان الإقليمي للتبرعات الكبيرة التي قدَّمتها الوكالة الفرنسية للتنمية، وأكَّد أهميّةَ اللغة الفرنسية للطلاب الفلسطينيين والتزام "الأونروا" بتزويد اللاجئين الفلسطينيين بفرصة التعليم الجيد باللغة الفرنسية.

وشكر الحكومة الفرنسية التي قدَّمت قطعة الأرض والبلديات اللبنانية والحكومة اللبنانية التي دعمت بناء المدرسة الجديدة، ممّا سيسمح بنقل الطلاب والطالبات الذين يدرسون حاليًّا في مدرسة مزدحمة إلى هناك، ونوّه إلى أنَّ هذا الدعم سيساهم في تحسين حياة الطلاب.

وسلَّط كوردوني في كلمته الضوءَ على موضوع التعليم على اعتباره عاملاً أساسيًّا في تحسين ظروف معيشة اللاجئين الفلسطينيين، وشكر فرنسا على دعمها لمجالات خدماتية مهمة أخرى من عمل "الأونروا" في لبنان، بما في ذلك رياض الأطفال وصندوق حالات العسر الشديد وبرنامج المال مقابل الغذاء.

من جهته، أعرف السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه عن سعادته وفخره بالاحتفال بقوة الشراكة بين فرنسا و"الأونروا"، معتبرًا أنّها شراكة تاريخية مبنية على التعاون ودعم فرنسا الثابت لهذه الوكالة الفريدة من نوعها.

ورأى أنَّ "الأونروا" وفرنسا تسعيان بالتعاون مع السلطات الجهات اللبنانية، ولا سيما لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، إلى تحقيق نفس الهدف: وهو دعم الاستقرار في البلد بأسره من خلال دعم المجموعات الأكثر ضعفًا والتي جعلتها الحرب في سوريا أكثر عرضةً للخطر.

وأكد فوشيه قناعة فرنسا بأنَّه "لا غنى عن دور "الأونروا" اليوم أكثر من أي وقت مضى"، مضيفًا: "لذا، وفي مواجهة الأزمة غير المسبوقة التي نشأت نتيجة لوقف التمويل الأمريكي، تحمَّلت فرنسا مسؤوليتها تجاه اللاجئين وستواصل القيام بذلك".

 ورأى السفير الفرنسي أنَّ توقيع هذه الاتفاقية بين الوكالة الفرنسية للتنمية و"الأونروا" يُكرّس الدعم الفرنسي من خلال برنامج شامل لتحسين ظروف العيش والحصول على الخدمات، ويهدف إلى تعزيز كرامة سُكّان المخيّمات الفلسطينية الاثني عشر في لبنان وإعطائهم المزيد من الفرص.

وشدَّد فوشيه في نهاية كلمته على الموقف الفرنسي المعروف بأنَّه "طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ومنصف وواقعي ودائم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في إطار اتفاق سلام، فإنَّ ولاية "الأونروا" ستبقى ضرورية للاجئين أنفسهم ومستقبلهم، من أجل استقرار المنطقة، وكذلك للمجتمع الدولي".

بدوره أعرب سعادة السفير أشرف دبور عن فخره بأن يكون شاهدًا على هذه الشراكة، فقال: "إنَّه لفخرٌ لي أن أكون موجودًا هنا اليوم في هذا المكان، والذي نجد فيه دولةً صديقةً كفرنسا لطالما أخذت بيد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ووقفت إلى جانبها".

وأكّد السفير دبور في كلمته ما قاله السفير الفرنسي بأنه "مع اقتراب النقاش حول تجديد ولاية "الأونروا" في الأمم المتحدة ومحاولة البعض التشكيك في جهود هذه الوكالة للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وكرامتهم، فإنَّ فرنسا وكلَّ محبي السلام رفضوا الوقوع في الفخ".

 وأضاف: "طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ومنصف وواقعي ودائم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في إطار اتفاق سلام فإنَّ ولاية "الأونروا" ستبقى ضروريةً رغمًا عن كلِّ مَن يحاول أن يعيق هذه الولاية، لأنَّ الوكالة ستبقى ضروريةً للاجئين أنفسهم ومستقبلهم ومن أجل استقرار المنطقة وكذلك المجتمع الدولي".

 وشكر السفير دبور في كلمته فرنسا وكلَّ من يساهم في دعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني الكثير الكثير في لبنان، وأعرب عن ثقته بأنَّ أصدقاء فلسطين سينظرون إلى واقع شعبنا الفلسطيني ويلمسون البؤس والحرمان الذي يعانيه.

آراء

الانتخاباتُ جزءٌ منَ المشروعِ الوطنيِّ وليستْ بديلاً عنه/ بقلم: د.خليل نزّال

 الانتخاباتُ هي مناسبةٌ للتأثيرِ المباشرِ والمشاركةِ الفعليةِ في اختيارِ من يمثّلُ المواطِنَ ويتبنّى مطالبَهُ ويعملُ على تنفيذِها في الفترةِ التي تلي انتخاباتٍ وتسبقُ أخرى. هذا الفَهمُ للحقِّ الانتخابيِّ يفتَرضُ وجودَ ثقةٍ مُسبَقَةٍ بالنظامِ السياسيِّ على مستوى المؤسّساتِ والأفراد. فهذه الثّقةُ هي التي تجعلُ المواطنَ مُطمئنًّا إلى التزامِ من ينتخبُهم بتنفيذِ إرادتِهِ بصفتِهِ مصدرَ شرعيّةِ ممثّليهِ وربَّ عمَلِهم. فما الذي يمكنُ أن نقولَهُ في هذا السياقِ عن الانتخاباتِ في فلسطينَ؟ هل هي مجرّدُ انتخاباتٍ "برلمانيّةٍ" لاختيار تركيبةٍ جديدةٍ للمجلسِ التشريعيِّ بعد مرورِ ثلاثةَ عشرَ عامًا على آخرِ انتخاباتٍ للمجلس؟ وهل تشكّلُ القضايا المطلبيةُ محورَ هذه الانتخاباتِ ومجالَ التنافسِ بين من سيخوضونَها، ومقياسَ الاختيارِ لدى النّاخبين؟ أم أنَّ أمامَ شعبِنا مهامّ أشدَّ تعقيدًا يجبُ على من يتنطّحُ لطرحِ نفسهِ كمرشّحٍ لتمثيلِ الشّعبِ أن يكونَ مُدرِكًا لها ومستعدًّا للمشاركةِ في النّضالِ من أجلِها؟

لا أعتقدُ أنَّ هناكَ من لا يدرُكُ طبيعةَ الحالةِ الفلسطينيّةِ أو يغفلُ عن ترابطِ المهامِّ اليوميّةِ والحياتيّةِ مع النضالِ السياسيِّ الوطنيِّ العامِّ. وعلى الرغمِ من حصرِ الانتخاباتِ بجزءٍ من الوطنِ وجزءٍ من الشّعبِ فإنَّها تشكّلُ مناسبةً لإعطاءِ المثالِ الجيّدِ في القدرةِ على ممارسةِ الحُكمِ وتلبيةِ احتياجاتِ المواطنِ ودعمِ صمودِهِ في وطنِه. ونستطيعُ أن نتلمّسَ منذُ الآنَ طبيعةَ المهامِّ التي ستجدُ الحكومةُ القادمةُ نفسَها في مواجهتِها بغضِّ النّظرِ عن تركيبتِها السياسيةِ، علمًا أنَّ الحكومةَ والسّلطةَ الوطنيّةَ عمومًا هي أداةُ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ في الدّاخلِ لتنفيذِ برنامجِها الوطنيِّ الشاملِ وليستْ "جمهوريّةً مستقلةً". ولعلَّ الاستمرارَ في بناءِ أسُسِ الدّولةِ الفلسطينيّةِ ومؤسّساتِها هي أولى هذهِ المهامِّ بحيثُ يتمُّ تكريسُ كلِّ المهامِ الأخرى لخدمتِها والدّفاعِ عنها. وسيكونُ استمرارُ التّصدّي لصفقةِ القرنِ وما يترتّبُ عليها من إجراءاتٍ إسرائيليّةٍ على الأرضِ إحدى أهمّ جبهاتِ الدفاعِ عن مشروعِ بناءِ الدولةِ المستقلّة. وهنا يجبُ أنْ نتنبّهَ إلى مهمةٍ أخرى تحتلُّ مكانَ الصّدارةِ في لائحةِ الأولوياتِ الوطنيّةِ، وهي مهمةُ تكريسِ الانفكاكِ عن اقتصادِ دولةِ الاحتلالِ وتعزيزِ مقوّماتِ الاقتصادِ الوطنيَّ الفلسطينيِّ ليصبحَ قادرًا على المنافسةِ في مجالِ السّعرِ والجودةِ ووَفْرةِ الإنتاج. ويبقى موضوعُ متابعةِ القضايا الوطنيةِ الشاملةِ ضمن اختصاصاتِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ ومجلسَيْها الوطنيِّ والمركزيّ، فهي المسؤولةُ عن شعبِنا الفلسطينيِّ في الوطنِ وفي مخيّمات اللجوءِ ودولِ الشتاتِ، وهي المكلفةُ بطيّ صفحةِ الانقسامِ الناتجِ عن انقلابِ حماس على الشرعيةِ الوطنيةِ. هذا الفصلُ بينَ مهامِّ السلطةِ والمنظّمةِ هو الذي يضمنُ التفرّغَ للتركيزِ على قضايا محدّدةٍ، وهو الذي يكفلُ التكاملَ في الأداءِ والجهدِ لتصبَّ النتيجةُ في مجرى مسيرةِ المشروعِ الوطنيِّ ذي الأهدافِ الواضحة.

يجبُ أن يكونَ هذا الفهمُ لطبيعةِ المهامِّ التي تنتظرُ المجلسَ التشريعيَّ والحكومةَ التي سيفرزُها مقياسَ اختيارِ المُرشّحينَ. فلا يُعقَلُ أن يدبَّ النشاطُ فجأةً في أجسادِ الكسالى والمعتَكفينَ في صوامعِ العجزِ والمُكتَفينَ بكيلِ الشتائمِ للواقعِ واتهامِ كلِّ ما حولَهم ومن حولَهم بالفسادِ والتقصيرِ، وأنْ يستقووا بعشيرتهِم أو منطقتِهم أو موقعِهم ظنّاً منهم أنّنا بصددِ إجراءِ انتخاباتٍ لوجهاءِ العشائر! ولا نبالغُ حين نقولُ إنَّ منعَ هؤلاءِ من ترشيحِ أنفسِهم يسبقُ في الأهميّةِ انتخابَ المرشّحِ الأصلَحِ والأقدرِ على المشاركةِ في العملِ الوطنيِّ خدمةً لمصالِحِ الشّعبِ والوطن.

*السلطةُ الوطنيّةُ ومؤسساتُها جزءٌ من المشروعِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ وأداةُ "م.ت.ف" في بناءِ أسُسِ الدولةِ الفلسطينيّةِ المستقلّةِ، وعلى أصحابِ عقليةِ الاستقواءِ بالعشيرةِ والمنطقةِ والموقعِ أنْ يفهموا ذلكَ وأن يُريحوا شعبَنا من شرِّهم.