بدأت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ100 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة.

وترأس وفد فلسطين في الاجتماع: مدير التربية والتعليم لضواحي القدس بوزارة التربية والتعليم محمد مخالفة.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، إن هذه اللجنة تقوم بدور هام وأساسي في التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تعطيل المسيرة التعليمية بهدف تجهيل الشعب الفلسطيني، بالإضافة الى متابعة تطورات العملية التعليمية بفلسطين، معوقاتها وانجازاتها، وخاصة في ظل استمرار الظروف البالغة الصعوبة التي تجتازها فلسطين، والتحديات الجسمية التي تجابهها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية المستمرة على الشعب والأرض والمقدسات والحقوق.

وأكد أبو علي، في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية أمام الاجتماع، على أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلبة الفلسطينيين ودعم صمودهم، لصد كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أجل مواصلة بناء أجيال فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

كما طالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية كافة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته المتواصلة بحق التعليم، التي تشكل تهديداً خطيراً للمواثيق الحقوقية الدولية، وانتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في البلاد المحتلة في ظل تواصل سلطات الاحتلال تشويه المناهج الفلسطينية، حيث تقوم بحذف كل النصوص التي تحمل معاني الدفاع عن شرعية وعدالة القضية الفلسطينية، فضلاً عن القصائد والرموز الوطنية ودروس التاريخ الفلسطينية، وكل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية.

وقال أبو علي، إن التعليم في فلسطين يواجه تحديات كثيرة، فقد ظل هدفاً دائماً لسياسات الاحتلال المدمرة على كافة الأصعدة إلى جانب المعوقات والممارسات الإسرائيلية ضد العملية التعليمية والمدارس بصورة أساسية، وفي مقدمتها المناطق التي تسمى مناطق (ج) خاصة مناطق الأغوار، أو في البلدة القديمة في مدينتي الخليل والقدس، حيث تسجل حكومة الاحتلال بمحاولتها منع تدريس المنهاج الفلسطيني في القدس تعديا جديداً حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وخاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في البلاد المحتلة، مشيرا الى أنه يقع على عاتق الدولة المحتلة توفير الأجواء التعليمية المناسبة للطلبة دون المساس بمجرى العملية التعليمية أو منع استمرارها.

وأوضح، أنه في قطاع غزة لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أيضاً مؤسسات التعليم ويواصل تدميرها وعرقلة وصول مواد إعادة بناء ما دُمّر منها، وأيضاً يعرقل وصول الكتب المدرسية إلى طلبة هذا القطاع وحرمانهم من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية المحتلة، في ظل حصار إسرائيلي مشدد للعام الثاني عشر على التوالي.

من جانبه طالب مخالفة، الإعلام العربي بفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وما يرتكبه من انتهاكات بحق العملية التعليمية وتعريف العالم بمدى ما يواجه طلبة فلسطين من انتهاكات.

وقال في كلمة فلسطين أمام الاجتماع، إن الاحتلال مازال جاثما على صدور شعبنا ومستمرا في بطشه وهمجيته وفِي كل الاتجاهات: الأمنية والصحية والتعليم والاقتصادية ومصادرة الاراضي، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني متمسكا بثوابته مرتكزا على عمقه العربي في وجه الاحتلال الفاشي حتى ينتزع حقوقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

واوضح ان العملية التعليمية في فلسطين تتعرض الى انتهاكات متعددة خاصة في القدس قلب فلسطين، حيث هناك مدارس ممنوعة من تطوير مرافقها، وتحريف وتزوير في المناهج الفلسطينية، وهجمة على المقدسات، ومحاولات لفرض المزيد من الوقائع على الأرض من خلال توسع استيطاني مدروس، بالإضافة الى الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى وساحاته وتدنيس مرافقه بدعم من حكومة الاحتلال والهدف هو تفريغ المدينة المقدسة من أهلها وطمس هويتها العربية والاسلامية وفِي كل محافظات فلسطين .

وطالب مخالفة بضرورة مواصلة الدعم والوقوف مع الشعب الفلسطيني للحفاظ على حق أطفالنا في الحياة وفِي التعليم بعد ان باتت المواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل مجرد حبر على ورق حين يتعلق الأمر بأطفال فلسطين .

من جانبه قال مدير عام إذاعة صوت فلسطين بشبكة صوت العرب المصرية حسام حمدي، إن عقد الاجتماع المئة اليوم  "اليوبيل الذهبي"، حيث كنا نتوقع عقد اجتماع هذه اللجنة على أرض فلسطين لنرى أبناءنا الطلبة على أرض فلسطين عن قرب، ولرصد نتائج ممارسات الاحتلال ضد المدارس الفلسطينية ولكن إجراءات الاحتلال التعسفية حالت دون عقده في فلسطين.

وقال، إننا كإذاعة فلسطين مستمرون في تقديم البرامج التي لصالح الشعب الفلسطيني وعلى رأسها البرامج التعليمية، لكي يتسنى للشعب الفلسطيني معرفة تاريخ أمته، وإدراك حقه في أرض الآباء والأجداد، موضحا أن دور إذاعة فلسطين هو دور إعلامي وتثقيفي يهدف لتقديم تلبية احتياجات المواطن الفلسطيني.

وأكدت الوفود المشاركة في كلماتها على ضرورة دعم البرامج التعليمية الموجهة الى الطلبة العرب بالأراضي العربية المحتلة، حيث أن التعليم هو المحرك الأساسي للتطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد، مؤكدين إدانتهم الكاملة لاستمرار اعتداء الاحتلال الاسرائيلي على الطلبة والمدارس الفلسطينية، وسعي الاحتلال الى طمس الهوية الفلسطينية بالقدس وتعزيز وجوده من خلال اعادة طباعة المناهج الفلسطينية وتشويهها بعد حذف كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية .

ويستعرض الاجتماع الذي تستمر أعماله على مدى خمسة أيام، تقارير الأمانة العامة للجامعة العربية، وفلسطين، ومصر، والأردن، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، وتقرير اتحاد إذاعات الدول العربية، وتقرير المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

كما يناقش الاجتماع متابعة دور اللجنة في مواكبة الانتفاضة، وسير البرامج التعليمية الإذاعية والتلفزيونية الموجهة، وظروف الإنتاج والبث والاستقبال، وتنسيق وتطوير التبادل الإذاعي والتلفزيوني، وتقرير لجنة الاستماع والمشاهدة والتدريب والتأهيل، والتدريب والتأهيل.