بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 4/10/2019

*رئاسة

الرئيس يستقبل وفدا من الفاتيكان برئاسة ممثل قداسة البابا الكاردينال ليوناردو ساندري

استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء يوم الخميس، وفدا من الفاتيكان برئاسة ممثل قداسة البابا الكاردينال ليوناردو ساندري.

ورحب سيادته بالوفد وبممثل قداسة البابا، معربا عن شكره وتقديره للزيارة الهامة التي قام بها ممثل قداسة البابا للمسجد الأقصى المبارك.

وقال الرئيس: "أن شعبنا يسعى لتحقيق السلام ونريد صنع السلام لتحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة".

وأضاف سيادته: "أن شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يعيشون سويا على هذه الأرض كما كنا وسنبقى".

بدوره خاطب ممثل قداسة البابا الكاردينال ساندري، السيد الرئيس قائلا: "أنت رجل سلام وصانع سلام وهناك أمل دائما لتحقيق السلام".

وأعرب الكاردينال ساندري، عن تقديره لاهتمام السيد الرئيس بدعم الوجود المسيحي في فلسطين، وما تفعله اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، لتكريس هذا الوجود.

وقال: "إن جولات الحوار مع المجتمع الإسلامي نهج دائم للفاتيكان من اجل بناء عالم جديد يسوده السلام والعدالة والصداقة ولغة الحوار".

حضر اللقاء: المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين بيير باتيستا، وحارس الأراضي المقدسة فرانشيسكو باتون، والقاصد الرسولي ليوبولدو جيريللي، وممثل حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس.

*فلسطينيات

"الخارجية": فوز فلسطين بعضوية لجنة حقوق الإنسان العربية إنجاز جديد للدبلوماسية الفلسطينية

قالت وزارة الخارجية والمغتربين ":إن فوز دولة فلسطين بعضوية لجنة حقوق الإنسان العربية (لجنة الميثاق)، إنجاز جديد حققته الدبلوماسية الفلسطينية، من خلال وزارة الخارجية والمغتربين، وسفارات وبعثات فلسطين بالخارج".

وأشارت "الخارجية" في بيان لها، اليوم الجمعة، إلى إن دولة فلسطين ستعمل من خلال هذه العضوية على تسليط الضوء عربيا ودوليا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان الفلسطيني، وإعداد تقرير عن حالة حقوق الإنسان في فلسطين، وسبل محاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائمهم ضد شعبنا.

وأوضحت أنه وبتوجيهات من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وتعليمات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، "عملت مندوبيتنا الدائمة لدى جامعة الدول العربية على حشد دعم وتأييد الدول العربية لمرشح دولة فلسطين للجنة حقوق الإنسان العربية (لجنة الميثاق)، التي تعنى بمناقشة تقارير حالة حقوق الإنسان في الدول الأعضاء بالجامعة".

وتابعت أن هذه الجهود تكللت بالنجاح من خلال فوز مرشح دولة فلسطين المستشار مجدي الحردان، بمقعد في اللجنة المذكورة.

*مواقف "م.ت.ف"

أبو هولي يبحث مع سفير جنوب إفريقيا دعم تجديد تفويض الأونروا

بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي يوم الخميس، مع سفير دولة جنوب إفريقيا أشرف سليمان في مقر السفارة بمدينة رام الله حشد الدعم السياسي والمالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

كما بحث اللقاء آخر التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية عموما وقضية اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص، إلى جانب آليات حشد الدعم المالي والسياسي للأونروا مع اقتراب التصويت  لتجديد تفويض ولاية عملها.

وأطلع أبو هولي مضيفه على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات، وعلى أهمية الدور الحيوي الذي تقوم به وكالة الغوث الدولية "أونروا" في مناطق عملياتها الخمسة وفق القرار 302، وعلى خطة التحرك الفلسطينية لدعم تجديد التفويض ولاية عملها.

وأكد أبو هولي موقف منظمة التحرير الفلسطينية الرافض لـ"صفقة القرن" لتجاوزها الحقوق الفلسطينية المشروعة، والتي أكدت عليها قرارات الامم المتحدة وفي المقدمة منها حق شعبنا في العودة وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.

 ورفض أبو هولي الاستهداف لعمل وكالة الغوث الدولية "أونروا" لإنهاء دورها عبر تجفيف مواردها كمدخل لتصفية قضية اللاجئين، لافتا إلى أنها مؤسسة أممية ترعى ما يقارب 6.2 مليون لاجئ فلسطيني، ولعبت دورا فريدا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وفي تعزيز التنمية البشرية المستدامة.

وطالب أبو هولي جنوب إفريقيا بتوظيف علاقاتها مع جيرانها من الدول الافريقية لحثهم لصالح تجديد  تفويض ولاية عمل "أونروا" وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 لثلاث سنوات.

من جهته، أكد سليمان دعم بلاده للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، مشدداً على أن دولة جنوب أفريقيا ستدعم بقوة تجديد تفويض "أونروا" وضمان تصويت دول الاتحاد الإفريقي في الأمم المتحدة لتجديد التفويض.

وأضاف أن دولته ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع وستبقى داعمة لحقوق المشروعة وقضاياه العادلة في نيل استقلاله والخلاص من الاحتلال وإقامة دولته وفق قرارات الشرعية الدولية.

ولفت إلى وجود تبرع مباشر بقيمة نصف مليون دولار سنويا من رجال أعمال من جنوب افريقيا لدعم  مشاريع حيوية تخدم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعبر السفير سليمان عن رغبته في زيارة المخيمات الفلسطينية للاطلاع على أوضاع اللاجئين في المخيمات وتأكيداً على حقوقهم المشروعة.

*إسرائيليات

عضو كنيست يشبّه اليمين الإسرائيلي بالنازيين

شبّه عضو الكنيست يائير غولان، من كتلة "المعسكر الديمقراطي"، اليمين المتطرّف الإسرائيلي بالنازيين.

وقال في مقابلة إذاعية، يوم أمس الخميس، "أذكّرُ بأن النازيين صعدوا إلى الحكم بصورة ديمقراطية. ولذلك علينا أن نحاذر بداخلنا، أن نحاذر جيدًا، من أنَّ جهات متطرفة ذات توجهات خلاصية تستغل الديمقراطية الإسرائيلية من أجل إحداث واقع حكم مختلف".

وكان غولان قال في خطاب ألقاه كجنرال في الجيش الإسرائيلي، إنّه يرصد تشابها بين خطوات "تثير الاشمئزاز وحدثت في أوروبا عمومًا وفي ألمانيا خصوصًا قبل سبعين عامًا والعثور على دليل لها هنا بيننا، اليوم".

 وكان غولان مرشّحًا لتولي منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، لكن التقديرات أن تصريحه هذا حينذاك منع تعيينه، بعد أن تعرّض لتهجمات واسعة من اليمين الحاكم بسبب تصريحه.

وفي رده على سؤال حول ذلك الخطاب، قال غولان: "إنني أتحدث عن ظاهر عنصرية والمس بمؤسسات (الدولة) وتآكل الديمقراطية (القوانين العنصرية والمعادية للديمقراطية)، وأذكّر جميعنا بأنه على الرغم من وجود اختلافات هائلة والمقارنة هنا هي ليست متطبقة، فإنَّه توجد أدلة على تحولات حدثت حينذاك ونجد تعبير لها اليوم".

*عربي دولي

الاتحاد السعودي يوافق على لعب مباراة المنتخب السعودي أمام منتخبنا على أرض فلسطين

 استجابة لطلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وافق الاتحاد السعودي لكرة القدم على لعب مباراة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم أمام المنتخب فلسطين يوم 15 أكتوبر الجاري على استاد الشهيد فيصل الحسيني في فلسطين.

وأكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، حسب وكالة الأنباء السعودية، "أن ذلك يأتي تلبية لطلب الاتحاد الفلسطيني ورغبتهم في استضافة المباراة، وحرصا على أن لا يحرم المنتخب الفلسطيني من لعب المباراة على أرضه وبين جمهوره أسوة بالدول الأخرى، والتزاما بمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للعب المباريات حسب الجدول المقرر وتحقيقا لتساوي الفرص بين المنتخبين".

بدوره، عبر رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب في بيان صدر عن الاتحاد اليوم الجمعة، عن عظيم شكره والأسرة الرياضية الفلسطينية إزاء الخطوة التاريخية للهيئة العامة للرياضة السعودية، التي أعلنت رسميا موافقة الاتحاد السعودي لكرة القدم على لعب مباراة المنتخب السعودي أمام منتخب فلسطين في مدينة القدس، في الـ15 من اكتوبر الجاري، ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا  2023.

ووجه الرجوب الشكر للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وللهيئة العامة للرياضة وعلى رأسها سمو الأمير عبد العزيز الفيصل، وللاتحاد السعودي وعلى رأسه السيد ياسر المسحال، ولكافة القائمين على الرياضة في المملكة على جهودهم التي بذلوها لتذليل كافة العقبات التي كانت تقف في وجه منع إقامة هذا اللقاء في القدس، موجها الشكر أيضا لسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد غرب أسيا للعبة على جهوده الكبيرة التي سخرها لضمان إقامة اللقاء في فلسطين .

وأكد الرجوب أن هذه الخطوة تعتبر لحظة تاريخية في مكانة الرياضة الفلسطينية، لما لها من دلالات سياسية تعكس الالتزام الثابت للمملكة السعودية بما يخص فلسطين ، والتي كانت دائما تعتبر الهوية الوطنية الفلسطينية عنصر واجب الوجود .

وأضاف الرجوب: "إن هذه الخطوة تعتبر رسالة للاحتلال بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، متمنيا أن يشكل هذا الموقف التاريخي للسعودية حافزا للآخرين بوجوب زيارة فلسطين واللعب على أرضها انطلاقا من حق الفلسطينيين اللعب على أرضهم وفق ما أقرته كافة لوائح وأنظمة الاتحادين القاري والدولي، وتبديد كل عناصر القلق عند من يتردد للحضور لفلسطين".

ولفت الرجوب إلى أن الاتحاد الفلسطيني قد استلم قائمة بعثة المنتخب السعودي التي ستأتي إلى فلسطين، ما بين لاعبين وإداريين وشخصيات رسمية مرافقة للمنتخب السعودي .

*أخبار فلسطين في لبنان

السفير دبور يستقبل نقيبَ أطباء الأسنان في فلسطين

 استقبلَ سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور نقيبَ أطباء الأسنان في فلسطين د.إسماعيل ملحم على رأس وفدٍ من النقابة، في مقرِّ سفارة دولة فلسطين في بيروت، بحضور رئيس رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان د.حسن الناطور.

ووضع السفير دبور الوفدَ في صورة الأوضاع الحياتية والمعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا في المخيّمات، وعرض لتقديمات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسّسة محمود عبّاس للتخفيف من معاناة شعبنا على المستويات كافّةً.

*أراء

الإعلامُ فرصةُ السّياسيِّ ومِصْيدَتُه| بقلم: د.خليل نزّال

في زمنِ انتشارِ وسائلِ التواصُلِ الاجتماعيّ واختزالِ كلِّ أدواتِ الإعلامِ بهاتفٍ محمولٍ، وفي ذروةِ سيطرةِ الإثارةِ وطغيانِ فنِّ تسويقِ الإشاعةِ لتحلَّ محلَّ الحقيقةِ وتتلاعبَ بالرّأيِ العامِّ وتشوّهَ قناعاتِ عامّةِ النّاسِ وتُفقِدَهُم الثّقةَ بكلِّ ما يحيطُ بهِم، في زمنٍ كهذا يصبِحُ الإعلامُ أكثرَ الأدواتِ التي يمتلكُها الإنسانُ خطورةً، فهو بالفعلِ سلاحٌ ذو حدّين لا بدَّ من التدقيقِ جيّدًا قبلَ الاقترابِ منهُ، والتأكّدِ من أنَّ من يتنطّحُ للتعاملِ معهُ أو بواسطتِهِ من أجلِ إيصالِ فكرةٍ أو رأيٍ أو رسالةٍ محدّدة يمتلكُ بالفعْلِ ما يكفي من الخبرةِ والمعرفةِ لإيصالِ ما يريدُ وكما يريدُ، دونَ أن يكونَ ما يقولهُ أو يكتبُهُ سبباً لقَتْلِ الفكرةِ التي أرادَ أنْ يحشدَ لها التأييدَ. وهنا لا بدَّ منَ التأكيدِ على ضرورةِ أنْ يلتزمَ السّياسيُّ أو المسؤولُ أو صاحبُ أيّةِ قضيّةٍ عامّةٍ بقواعدِ عَملِ وسائلِ الإعلامِ الحديثِ واحترامِها والإلمامِ بها وإدراكِ تأثيرِها.

أوّلاً: لا بدَّ منَ الانطلاقِ من قاعدةِ عدمِ الفَصلِْ بينَ العامِّ والخاصِّ، فلا يهمُّ المُتلقّي هل كانَ السيّاسيُّ عندما قالَ ما نُسبَ إليهِ موجودًا في مكتبِهِ أو بيتِهِ أو في مطعمٍ أو مقهى، فمنْ يتنطّحُ للقيامِ بأيّ عملٍ أو مهمّةٍ عامةٍ لا بدَّ أنْ يعلمَ أنْ مجالَ الخصوصيّةِ يتقلّصُ في حياتِهِ لدرجةِ الزوالِ التامِّ أحيانًا.

ثانيًا: في عَصرِ الهواتفِ المحمولةِ لا حاجةَ للصحفيِّ المحترِفِ لنقلِ الخبرِ وتعميمهِ، لذلكَ لا بدَّ من التّصرّفُ دومًا وكأنَّ كلَّ ما يصدرُ عنِ المسؤولِ عُرضةٌ للنّشرِ، وهذا ليسَ من بابِ الشكِّ المُفرِطِ وإنّما من مستلزماتِ الحيطةِ والحذَرِ.

ثالثًا: يجبُ الانتباهُ إلى نقاءِ اللغةِ ودقّةِ المفرداتِ وبساطتِها وقُدرتِها على النّقْلِ الأمينِ لما يُريدُ المتحدّثُ أو الكاتبُ إيصالَهُ للجمهورِ الصديقِ أو للخَصمِ أو العدوِّ، فاللّغةُ هي وعاءُ الفكرةِ ووسيلَتُها للخروجِ إلى فضاءِ الفِعْلِ. وكلّما تمَّ اختصارُ الأفكارِ ونقْلُها بوضوحٍ صارَ تحريفُها والتّلاعبُ بمضمونِها أكثرَ صعوبةً وسهُلَ على المتلقّي استيعابُها وفهمُ مغزاها.

رابعًا: الاهتمامُ بالمظَهَرِ واللّباسِ الملائمِ للمناسبةِ والظّرفِ والبيئةِ المحيطةِ، فلا يجوزُ مثلاً أنْ يذهبَ وزيرٌ للمساهمةِ في موسمِ قطفِ الزّيتونِ مرتديًا بدلةً أنيقةً وربطةَ عنُقٍ تمنعُ الهواءَ منَ الوصولِ إلى رئتيهِ. وفي المقابلِ يجبُ احترامُ المُشاهدِ عندَ الظهورِ في المناسباتِ الرّسميةِ أو في المناظراتِ والحواراتِ المصَوّرةِ، وعلينا عدمُ الاستهتارِ بذوقِ شعبِنا، فهناكَ مثلاً فرقٌ بينَ إطلاقِ اللّحى وبينَ إهمالِ "الحلاقةِ" وما ينتجُ عنها من الظّهورِ بمظهَرٍ رثٍّ يستقطبُ اهتمامَ المشاهدِ وشفَقَتَهُ أحيانًا بعيدًا عن مضمونِ ما يقولُهُ المتحدّثُ. وهنا تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ أولَّ مناظرةٍ "متلفزةٍ" قد جَرتْ عام ١٩٦٠ بينَ مُرَشّحَيْ الرئاسةِ الأمريكيةِ جون كيندي وريتشارد نيكسون، ويُجمعُ الخبراءُ أنَّ كيندي قدْ فازَ في تلك المناظرةِ لأنّهُ كانَ أكثرَ وسامةً وأجملَ هندامًا. هذا بالطّبعِ ليسَ دعوةً لتغليبِ القالَبِ على المحتوى، لكنّهُ دعوةٌ لجعلِهما وحدةً متكاملةً نطوّعها لخدمةِ الفكْرة.

خامسًا: على المتحدّثِ الإلمامُ بمزاجِ شعبِنا وتراثِهِ وحساسيّتِه المُفرِطةِ من المساسِ بما يعتبرُهُ محرّماتٍ يُمنَعُ الاقترابُ منها ولو تلميحًا، فليست مهمّةُ السياسيِّ أو المسؤولِ تغييرَ المنظمومةِ الأخلاقيّةِ والثقافيّةِ والقناعاتِ السياسيّةِ لشعبِنا، لأنَّ هذهِ مسألةٌ معقّدةٌ طويلةٌ تحتاجُ إلى عملٍ متكاملٍ يشملُ كلَّ نواحي الحياةِ، أمّا السياسيُّ فأمامهُ في أغلبِ الأحيانِ دقيقةٌ أو اثنتانِ عليهِ الاستفادةُ منهُما لطرحِ رأيٍ أو فكرةٍ مختصَرةٍ، ويُحسِنُ صُنعًا إنْ صَبَّ تركيزَهُ على إنجازِ ذلك.

سادسًا: يجبُ الالتزامُ في كلِّ حديثٍ وحوارٍ وتصريحٍ بالخطوطِ الوطنيّةِ الحمراءِ، فلا مجالَ لأَنصافِ الحقائقِ لأنّها بكلِّ بساطةٍ أكذوبةٌ كاملةٌ، ولا يجوزُ التصرّفُ بشكلٍ يناقِضُ السياسةَ العامّةَ أو يَخرجُ عن حدودِ الالتزامِ بما هو معلَنٌ منْ ثوابِت. ندرِكُ تشابُكَ العلاقةِ بيننَا وبينَ دولةِ الاحتلالِ الاستيطانيِّ، وخاصّةً في المجالِ الاقتصاديِّ، لكنَّ الحفاظَ على الكرامةِ الوطنيّةِ يَسبقُ الفوائدَ الاقتصاديّةِ، وخيرُ مثالٍ على ذلك هو القرصَنةُ الإسرائيليةُ ضدَّ أموالِ المقاصةِ ورَفْضُ القيادةِ ومعها كلُّ الشّعبِ استلامَ الأموالِ منقوصةً لأنَّ في ذلكَ مساسُ بكرامتنا الوطنيةِ التي يشكلُ الشّهداءُ والجرحى والأسرى عمودَها الفقريَّ، ولو كانَ الإقتصادُ هو الأهمُّ لكانَ علينا الخضوعُ للقرصنةِ الإسرائيليّة. نَفْسُ المقياسِ ينطبقُ على قرارِ استيرادِ الزّيتونِ من دَولةِ الإحتلالِ، فلا مجالَ للحديثِ عن مَصلحةِ قطاعٍ اقتصاديٍّ معيّنٍ إذا كانَ ثمَنُ ذلكَ هو هذا الشّعورُ العامُّ بالمرارةِ والإهانةِ نتيجةً لهذا القرار، فالزّيتونُ في فلسطينَ يحتلُّ مكانةً تكادُ أنْ ترقى إلى مرتبةِ التّقديسِ، ففيهِ يكمنُ سرُّ العلاقةِ الأزليّةِ بينَ الأرضِ والإنسان.

*قالَ أحدُهُم: "إذا كانَ الكلامُ منْ فِضَّةٍ فالسّكوتُ منْ ذَهَب"، فردَّ عليهِ الفَيلَسوفُ: "يا لَكَ مِنْ أفّاك!". ومعَ ذلكَ فإنَّ إتقانَ بعضِ المسؤولينَ لحِرْفَةِ السُّكوتِ يكونُ أحيانًا أثْمَنَ مِنَ الذّهَب.