عندما يتعلق الأمر بكائنات تعيش في بيئة اجتماعية، يتضح أن الكذب، أو على الأقل تلك الأكاذيب الصغيرة التي يُطلق عليها "أكاذيب بيضاء"، بمثابة رابط اجتماعي لصيق يربطنا ببعض.
وعلى الرغم من عدم براعتنا في اكتشاف الكذب، إلا أن ثمة خدعة بسيطة تساعد في اكتشاف الكاذبين الذين يعيشون بيننا.
 

*استخدم أذنك بدلا من عينك في كشف الكذب
السبب في أننا لسنا بارعين في اكتشاف الكذب هو أننا مخلوقات بصرية.
توجد أجزاء كبيرة من أدمغتنا مخصصة للمعالجة البصرية، لذا نميل إلى الاعتماد عليها في محاولة اكتشاف ما إذا كان شخص يكذب أم لا.
هل يتحرك في مقعده؟ هل له إيماءة؟ ما هي تعبيرات الوجه؟
وعلى الرغم من ذلك فإن معظم هذه الأشياء يمكن التحكم فيها إلى حد كبير، إذ يعرف الكذابون البارعون ما يبحث عنه الشخص الآخر لمحاولة اكتشاف كذبتهم.
إن الإشارات الناتجة عن ذلك لفظية: ماذا نقول وكيف نقوله.
ويعد ذلك أمرا يصعب بشدة على الكذابين التحكم فيه، وإن ركزت انتباهك، وأنت تعرف ما تبحث عنه، فسوف تصبح كاشفا للكذب على نحو أفضل.
الكذابون، عموما، يتحدثون أقل، ويستغرقون وقتا أطول للإجابة عن سؤال، كما يميلون إلى النأي بأنفسهم عاطفيا عن الكذب: لذا غالبًا ما يقل استخدام كلمة "أنا".

*ارسم "Q " على جبينك لمعرفة إن كنت كاذبًا بارعًا
بعضنا يكذب أفضل من الآخرين، ويضع عالم النفس ريتشارد وايزمان اختبارًا للتمييز بين الفريقين، ويطلق عليه اختبار "Q" ويستغرق الانتهاء منه نحو خمس ثوان فقط.
ارسم حرف Q على جبينك، أو تخيّل أنّك تقوم بذلك.
 والآن السؤال هل وضعت ذيل حرف Q فوق عينك اليمنى أم عينك اليسرى؟ بمعنى آخر، هل ترسم علامة Q بحيث يمكن لشخص أن يقرأها وهو ينظر إليك، أو يمكنك أنت فقط قراءتها؟
تقول النظرية إنه إذا وضعت ذيل الحرف فوق عينك اليسرى، حتى يتمكن الأشخاص الذين يقفون أمامك من قراءتها، فأنت تفكر دائمًا في كيفية جعل الآخرين يفهمونك، وبالتالي أنت تميل إلى الكذب.
لكن إذا وضعت الذيل على عينيك اليمنى، فأنت ترى العالم من وجهة نظرك الشخصية، وتميل إلى الصدق أكثر.

متى يكذب البشر؟
يقول ريتشارد وايزمان إن هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام تحدد العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في الكذب.
ويضيف: "اجمع مجموعة أطفال في غرفة، وقل لهم (نحن نضع لعبتكم المفضلة خلفكم، لكن برجاء عدم النظر إلى الخلف)، ثم اترك الغرفة وذكّرهم مرة أخرى بعدم النظر إلى اللعبة".
سوف تدرك بعد بضع دقائق، عن طريق مراقبتهم من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، أنهم ينظرون إلى اللعبة.
وعندما تعود إلى الغرفة مرة أخرى، وتسأل السؤال الرئيس: "هل نظرتم إلى اللعبة؟"
يقول ريتشارد: "عندما تجري هذا الاختبار مع أطفال في الثالثة من العمر، وهو سن بدأوا فيه للتو إتقان اللغة، تجد أن 50 في المئة منهم يكذبون بالفعل".
ويضيف: "بيد أنه بمرور الوقت عندما يبلغون سن خمس سنوات، لن يصدق أي منهم القول".