أهلنا في مخيّمات العزّة.. 

إنَّ السياسة الأميركية في عهد ترامب لم تكتفِ بالانحياز إلى جانب العدو الصهيوني بل تخطّت ذلك لتهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية والحق المشروع للشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتحويل قضية اللاجئين إلى قضية إنسانية لا قضية حق أقرَّه المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة بإنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إذ أوقفت الإدارة الأميركية دعمها المالي لهذه الوكالة، وحاولت الضغط على الدول المانحة لوقف دعمها بغية تجفيف مصادرها المالية وإنهائها كليًّا.

وفي ظلِّ هذا التآمر المُعلَن على الشعب الفلسطيني يأتي الحراك المريب الذي يطالب بإنهاء وكالة "الأونروا" عبر الدعوة إلى رفع وصاية "الأونروا" عن فلسطينيي لبنان وتسليمها إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNCHR)، وبهذا التحويل تصبح قضية الشعب الفلسطيني قضيةً إنسانية، وبالتالي هي مقدمة لاندماج الفلسطينيين في المجتمعات الأخرى، وأخطر ما يحمله هذا الانتقال هو إلغاء حق العودة الذي يعتبر حقًّا مقدّسًا لكلِّ فلسطينيي الشتات. فالهجرة الجماعية أو "التهجير" غايتها فصل أهلنا في الشتات عن أرضنا الأم فلسطين.

 

إنَّ أخطر ما دعا إليه الحراك الذي يدعو للهجرة الجماعية هو الاعتصام أمام المقر الرئيس للـ"أونروا" في الوقت الذي تواجه فيه الوكالة حملةً لإنهائها خاصةً أنّها أمام تحدي التصويت لتجديد عمل هذه المؤسسة الدولية، والتي يهمنا أن تحظى بأكبر عدد ممكن من الأصوات لأنَّها الشاهد الوحيد على نكبة فلسطين. 

 

يا جماهير شعبنا الصامد في المخيّمات.. 

نُحذِّر من خطورة الحراك الذي يطالب بالهجرة الجماعية رغم يقيننا بالوضع الاقتصادي الصعب وشروط العمل في لبنان، ولكنَّ الحل الأنسب يكمن بإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني. 

من هنا نُطالب الحكومة اللبنانية، والتي انبثقت عنها لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء لبحث الملف الفلسطيني، بالإسراع في إيجاد الحلول التي تكفل الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني، ونؤكّد أنّنا نرفض التوطين كرفضنا التهجير وستبقى دائمًا فلسطين قِبلتنا.

 

لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان

١٧-٩-٢٠١٩

#إعلام_حركة_فتح_لبنان