بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الثلاثاء 10-9-2019

*أخبار الرئاسة
الرئيس: المستقبل لنا وبالعقول الفلسطينية سنصل الى ما نصبو إليه وسنقيم دولتنا قريبًا

قال رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، "إنَّه بعد ما شاهدنا واستمعنا لما يقوم به المجلس الأعلى للإبداع والتميز من مشاريع، وما انتجته العقول الفلسطينية، لن يبقى أمامنا إلَّا أن نقيم دولة فلسطين إن شاء الله في أقرب وقت ممكن".
وشدَّد الرئيس خلال افتتاحه، يوم الاثنين، أعمال المنتدى الوطني الرابع "الثورة الصناعية الرابعة"، الذي ينظّمه المجلس الأعلى للإبداع والتميز، على أنَّ التميز والابداع هما شريطة هذا العصر، وقال: "لقد تنبهنا إلى هذا منذ نصف قرن تقريبًا وكانت تسمى باللجنة العلمية التي أنشئت في نهاية ستينيات القرن الماضي، واللجنة العلمية تعني الإبداع والتميز، لأنَّنا كنّا في ذلك الوقت بأمسّ الحاجة إلى الإبداع، في خضم المحاولات الكثيرة من أجل قتل هذه الثورة. كنّا لا بد أن نحتاج إلى مثل هذا الإبداع الذي أطلقنا عليه اللجنة العلمية".
وتابع سيادته: بسبب الظروف التي كنّا نعيشها والتنقل مجبرين من بلد إلى بلد، فكنّا ننتقل من بلد إلى بلد ولكن هذا كان لا يجدي، كان لا بد لنا من بلدنا لكي نؤسس هذه المؤسسة وفعلنا وبدأنا هذه المسيرة، مسيرة الإبداع والتميز.
وقال: "اليوم الثورة الرابعة الصناعية والمنتدى الرابع لهذا العمل. أتمنى أن ينتج كل ما نريد، ونصبو إليه، لأنه ليس لدينا ثروات طبيعية، ليس لدينا بترول، ليس لدينا غاز، لدينا عقول. وما رأيته في المعرض قبل قليل، فعلاً أكد لي أننا نملك هذه العقول منذ زمن طويل، ولكن هذه العقول تحتاج إلى من يستثمرها، إلى من يشغلها، إلى من يستفيد منها وهذا ما نفعله هذه الأيام، نبارك لكم هذا العمل العظيم، نبارك لشعبنا، وأصبحت متيقناً أكثر فأكثر بأننا بالعقول الفلسطينية قادرون على الوصول إلى ما نصبو إليه".
في الجانب السياسي، قال سيادته: "نعاني الكثير، ونواجه الكثير ولكننا في هذه الأيام واجهنا ما لم نواجهه في الماضي، رغم أن  مثله كان قد حصل عدة مرات، لكن في السنوات الأخيرة كانت هناك الأمور أقسى بكثير مما مررنا به".
وبالنسبة لما يسمى بـ"صفقة العصر"، قال الرئيس: كنا نتوقع من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها أكبر دول بالعالم أن تحترم القانون الدولي، والشرعية الدولية، وأن تحترم القرارات التي وقعت عليها وساندتها وأيدتها، لكن اكتشفنا أن لها شرعيات خاصة، وقوانين خاصة، وأنها تظن أنها تأمر فتطاع ولذلك صدر قرار بنقل سفارتها إلى القدس، رغم أننا كنا متفقين على عكس ذلك مع الإدارة التي سبقت، ويبدو أن الإدارة الجديدة لا تعترف بقرارات الإدارة القديمة.
وتابع سيادته: "كنا متفقين تماما مع الحكومة الأميركية ومع الرئيس الاميركي أن لا ينقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، لكن الرئيس الأميركي نقل السفارة من دون وجه حق، ثم أعلن ببساطة أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، رغم اننا كنا قبل أشهر من هذا الكلام قد أخذنا قرارا بموافقة الولايات بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وبمزيد من الاجراءات بدأوا بوقف دعم الأونروا، وبوقف دعم السلطة باعتبار أن أراضي فلسطين أراض مختلف عليها، ولمن يستطيع أن يشغلها، أي أن اسرائيل حرة لتعمل في الاراضي الفلسطينية ما تريد، الأمن لها وكل شيء لها، و"نحن موجودون بالصدفة في هذا البلد".
وأكد الرئيس أنه بعد هذه القرارات التي اتخذتها الحكومة الاميركية كان علينا أن نقول باسم الشعب الفلسطيني لا، لن نسمح بمرورها، لذلك رفضنا صفقة العصر، ورفضنا ورشة المنامة، ورفضنا مؤتمر وارسو، ورفضنا كل هذه القرارات وكل هذه المواقف، وصمدنا.
وتابع: جاءت الحكومة الاسرائيلية وبدأت تتلاعب كعادتها وتشتغل كما تريد وآخر اختراعاتها أن أموالنا التي نقدمها للشهداء والأسرى والجرحى هي أموال تقدم "للمجرمين والارهابيين"، وبناء عليه فقد قررت الحكومة الاسرائيلية أن تخصم هذه الأموال التي ندفعها من المقاصة التي تجمعها لنا كضرائب، ورسوم، وغيرها والتي تجمعها بسبب سيطرتها على الحدود وتأخذ أجرتها عليها، لكن هذه المرة، بالإضافة إلى الخصومات الأخرى التي لا نعرف عنها شيئا خصمت اموال الشهداء والأسرى والجرحى قلنا لا، لن نقبل أن نستلم الأموال ناقصة قرشا واحدا، خاصة الشهداء، لأن الشهداء هم أقدس ما لدينا، ولأن الجرحى أقدس ما لدينا، ولأن الأسرى أقدس ما لدينا، وبالتالي لا يمكن أن نفرّط بهم، لا يمكن أن نفرّط بعائلاتهم ولو بقي معنا قرش واحد سنقدمه لهذه العائلات.

وقال الرئيس: "هذا بعض ما نعانيه، ولكن ثقوا تماماً أن الله معنا وثقوا تماماً أننا سنصل إذا بقينا متمسكين بالأمل وهذا أهم شيء، متمسكين بالوطن وهذا أهم شيء. نحن يجب أن نبقى متمسكين مرابطين في هذا الوطن مهما فعلوا، مهما بنوا من مستوطنات ومن مستعمرات ومن اضطهادات ومن اجتياحات وغير ذلك، سنبقى متمسكين بهذا الوطن. ونطبق الآية الكريمة التي تقول،-"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون"، ولا يوجد شعب في العالم مرابط غيرنا، ونعم سنفلح وسنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية رغم أنف الجميع الذين يعترضون على هذا، رغم أنف كل من يرفض تطبيق الشرعية الدولية، لن نقبل أن نتعامل معهم، نحن صحيح شعب صغير ولكن له إرادة وله كرامة، ونحن نحتفظ  بكرامتنا".

 

*مواقف "م.ت.ف"    
خلال لقاء دبلوماسي: منظمة التحرير تدعو دول العالم إلى دعم الأونروا وتفويضها

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم الاثنين، أنه قد آن الأوان لأن تضطلع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمسؤولياتها القانونية والسياسية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإيجاد حل سياسي عادل ودائم للقضية الفلسطينية التي بقيت بنداً على أجندة الأمم المتحدة منذ واحد وسبعين عاماً.
وفي السياق، دعا عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة اللاجئين أحمد أبو هولي، الدول إلى التفكير استراتيجياً وبشكل جدي في دعم موازنة "الأونروا" لمدة ثلاث سنوات وجعلها أكثر استقراراً في ظل التحديات المحدقة بها.
جاء ذلك خلال لقاء عقده عريقات وأبو هولي مع الدبلوماسيين الدوليين في سياق انعقاد اجتماعات الدورة الـ 74 للجمعية العامة الأسبوع المقبل بنيويورك، وفي إطار دعم الحشد السياسي والمالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وذكّر عريقات في مستهل اللقاء بقرارات الأمم المتحدة التي اتخذت في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى "عدم تنفيذ الولاية المنصوص عليها في قرار إصدار قاعدة البيانات المتعلقة بالمستوطنات العاملة في المستوطنات، وعدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 ليس فيما يتعلق بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فحسب، بل وبوقف نقل المستوطنين الإسرائيليين إلى أراض محتلة، ووقف الاعمال الارهابية ضد المدنيين وجميع الأعمال الاستفزازية، والتحريض والهدم والتهجير القسري وغيرها، ولم يتم اتخاذ التدابير لتوفير آليات تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وعدم تنفيذ توصيات قرار مجلس حقوق الانسان بشأن المساءلة في سياق مسيرات العودة الكبرى، واعتماد إجراءات فعالة ضمن إطار سقف زمني محدد، ورفع الحصار عن قطاع غزة وجعلها قابلة للحياة، وعدم محاسبة إسرائيل على إنهاء بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل  TIPH، وعدم محاسبة إدارة ترمب، وجواتيمالا، وهندوراس، وناور، لخرق قرارات الأمم المتحدة". 
وركز عريقات على مسؤولية الدول في الاعلان عن موقف واضح من سياسات وانتهاكات الاحتلال وبشكل خاص الضم غير القانوني، موضحاً تداعياته على رؤية حل الدولتين، وعلى المنظومة الدولية ككل، وضرورة اتخاذ مواقف دولية مشتركة وجماعية في إدانة ورفض ممارسات سلطة الاحتلال على أرض فلسطين بما فيها القدس الشرقية، وتنفيذ آليات المحاسبة على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وتوفير الحماية الدولية العاجلة.
وفي نفس السياق، أكد عريقات أن ممارسات الإدارة الأمريكية تستهدف النظام الدولي ومنظماته المتعددة الأطراف، مورداً "الأونروا" كأحد أبرز الأمثلة على ذلك، معتبراً أن الهجوم على الأونروا هجوم واعتداء على النظام الدولي بكامله، وتدمير القانون الدولي وفرض الأحادية ومنطق القوة والهيمنة بديلاً عنه.
وشدد عريقات على أن المساءلة أداة من أدوات العدالة التي لا يمكن تحقيق السلام من دونها، وقال: "للأسف فإن المحاسبة تسري على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال فقط، من فرض العقوبات على المؤسسات، وتعليق الدعم المالي عن بعض المدارس، ووسم الشهداء والأسرى بمسميات الإرهاب، ومراقبة مناهجه التعليمية، وملاحقه منظماته المدنية والنشطاء السلميين، وقد تجاوزت حدود التحريض الإسرائيلي إلى حد قطع الأموال الأمريكية وتجميد بعض الدول الأخرى الأموال عن الأونروا".
وطالب عريقات الدول باستثمار جلسات الجمعية العامة من أجل إيضاح مواقفهم المدينة للاستيطان في خطاباتهم وترجمتها من خلال رفع الحصانة عن إسرائيل ومساءلتها على احتلالها الذي تحول إلى استعمار بعد 52 عاماً، ومشروعها الاستيطاني وبنيته التحتية المرتبطة به، والقوانين العنصرية، ومراجعة العلاقات والاتفاقيات المشتركة بين دولهم وإسرائيل، وإدراج الأخيرة على قائمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان وحقوق الأطفال، ومحاسبة جميع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس وتخرق القانون الدولي وإنزال العقوبات عليها، وقطع العلاقات السياسية والتجارية والدبلوماسية معها.
من جانبه، أطلع عضو اللجنة التنفيذية أبو هولي المسؤولين الدوليين على آخر المستجدات المتعلقة بالأونروا واللقاءات التي عقدها في عمّان والاجتماع الطارئ لمؤتمر المشرفين في القاهرة لبحث آلية دعم تجديد تفويض ولاية الأونروا.
واستعرض أبو هولي الخطوات التي قامت بها إدارة ترمب ضد الأونروا، مبيناً "أننا نواجه تحديات خطيرة تتمثل في سد عجز مالي في ميزانية الأونروا وهو بقيمة 120 مليون دولار حتى نهاية عام 2019، بالإضافة إلى مؤتمر التعهدات الذي سيعقد في نيويورك في 26 أيلول القادم، والتشكيك بالوكالة ومصداقيتها، وتجديد تفويض ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات ". مؤكداً أن إدارة ترمب تقوم  بتسييس المساعدات الإنسانية، وتحاول فرض مشاريع التوطين والدمج لمجتمعات اللاجئين في الدول المضيفة، وأنها تزيد من معاناة اللاجئين في ظل الأزمة المالية المتدهورة للوكالة بسبب قطعها نحو 300 مليون دولار عن الوكالة، وذلك تمهيداً للقضاء على قضية اللاجئين تساوقاً مع خطة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وعرض ابو هولي الآثار الخطيرة المترتبة على تقليص الأموال والخدمات للاجئين الذين يعتمدون على هذه المساعدات الدولية في ظل غياب حل سياسي عادل، مذكراً بأن الأونروا ليست مؤسسة فلسطينية، بل منظمة دولية.
وأوضح أن منظمة التحرير قد أرسلت رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالبت فيها بالإسراع في إنهاء التحقيق لكي لا يؤثر ذلك على تأخير الخدمات التي تقدمها الأونروا وتحمّل اللاجئين لمزيد من المعاناة بسبب ذلك، كما وجهت رسالة لجميع دول العالم لحثها على الاستمرار بدعمها للأونروا وتجديد التفويض، وعدم ربط الإدعاءات بقضايا الفساد بمصالح اللاجئين واستمرارية الأونروا في تقديم خدماتها".
وأعرب أبو هولي عن أسفه من القرار الذي اتخذته كل من سويسرا وهولندا وبلجيكا ونيوزلاندا، ودعاها إلى التراجع عن قراراتها، واستئناف دعمها للأونروا، وأضاف: "التصويت الساحق على تجديد التفويض للأونروا هو الرد الطبيعي الذي يعبر عن الإرادة الدولية في مواجهة مخططات الإدارة الأمريكية وسلطة الاحتلال تفكيك النظام الدولي ومنظمات وقرارات الأمم المتحدة".
وأعلن أبو هولي عن الموقف الفلسطيني الداعم لضرورة المساءلة والمكاشفة والشفافية والمتابعة، على أن لا يتم ذلك على حساب ولاية الأونروا واحتياجات اللاجئين، ودعا الدول الأعضاء إلى التركيز على إنجاح مؤتمر التعهدات الذي سينعقد في 26 أيلول في نيويورك، والإيفاء بالتمويل باعتباره التزاماً قانونياً وأخلاقياً حتى يتم ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين، والتصويت بفاعلية لتجديد ولاية الأونروا لثلاث سنوات قادمة في الجمعية العامة.
من الجدير بالذكر أنه تم توزيع تلخيص حول تقرير شبكة تقييم المنظمات المتعددة الأطراف  MOPAN  بخصوص الأونروا، والذي يؤكد على شفافيتها وكفاءتها.

 

*فلسطينيات
الخارجية تدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته اتجاه القرار العنصري بشـأن جثامين الشهداء

قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إنه ومن جديد تثبت ما تسمى (منظومة القضاء) في دولة الاحتلال بما فيها (المحكمة العليا) الإسرائيلية، بأنها جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، ولا تمت بصلة للعدل والقانون ومبادئه ومرتكزاته، وتصدر قراراتها بناء على ما تحدده وتقرره لها المنظومة الاستعمارية نفسها، بعيدا عن القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان في انتهاك صريح لاتفاقية مناهضة التعذيب، وهو ما عكسه قرار (العليا) الإسرائيلية الذي أجاز لسلطات الاحتلال استمرار احتجاز جثامين الشهداء كسياسة ابتزاز ومساومة لتحقيق أغراض استعمارية بامتياز، وشكل من أشكال العقوبات الجماعية لذوي الشهداء وأقاربهم.
وأدانت الوزارة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، هذا القرار الجائر والعنصري، واعتبرته امتدادا لانتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة وعقوباته التنكيلية بحق أبناء شعبنا، مؤكدة أنها تتابع وبالتنسيق مع الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء هذه القضية على المستويات الدولية كافة، وفي مقدمتها البعد القانوني الدولي.
وأكدت أنها ستواصل دورها في فضح جريمة احتجاز جثامين الشهداء وقرار العليا الاسرائيلية على المستوى الدولي بجميع الأشكال والاساليب المتاحة، بما فيها تعريف الرأي العام العالمي بهذا الظلم وأبعاده اللاإنسانية، والتواصل مع مراكز صنع القرار بالدول المختلفة لوضعهم بصورة هذا القرار التعسفي الخطير، إضافة للتحرك الذي تقوم به ومن خلال بعثات دولة فلسطين بالإطارات المتعددة الأطراف لإثارة هذه القضية على مستوى الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف.

 

*عربي ودولي
وزراء الخارجية العرب يناقشون اليوم قضايا محورية تتعلق بالقضية الفلسطينية

يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اليوم الثلاثاء، في القاهرة، اجتماع أعمال الدورة العادية الـ 152 يناقش خلالها اربعة بنود تتعلق بالقضة الفلسطينية.
وقال السفير المناوب في الجامعة العربية مهند العكلوك، إن البنود التي تتعلق بفلسطين تتعلق بالتطورات السياسية، والانتهاكات الاسرائيلية بالقدس، وباللاجئين ودعم وتجديد التفويض للأونروا، والأسرى وعميلات الهدم وغيرها من الاعتداءات الاسرائيلية، وبدعم موازنة دولة فلسطين.
وأكد العكلوك في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية صباح اليوم، أن هناك فقرات خلال مناقشة البنود ستؤكد على عزم الدول الاعضاء في الجامعة العربية وللمرة الاولى اتخاذ إجراءات عقابية سواء سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية ضد أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسيكون الأمر عائدًا في هذه الاجراءات لكل دولة حسب ما ترتئيه.
وأوضح العكلوك أن تم الطلب من الدول العربية باتخاذ إجراءات حقيقية بهذا الخصوص، إضافة الى دعم طلب فلسطين من خلال مرافعات خطية في الدعوة التي قدمتها امام الجنائية الدولية ضد الولايات المتحدة الامريكية رفضا لقرارها نقل سفارتها الى القدس.
وقال السفير المناوب لدى الجامعة العربية إنه سيتم خلال اجتماع وزراء الخارجة بحث مناقشة التجديد لتفويض وكالات الأونروا لثلاث سنوات أخرى والتواصل مع كافة دول العالم بهذا الخصوص لحشد الدعم اللازم لأوسع تصويت ممكن لتجديد التفويض في الاجتماع المقرر في الخامس عشر من شهر نوفمبر القادم.
وأضاف العكلوك أن دولة فلسطين ستشكر كافة الدول الملتزمة بدعم خزينة دولة فلسطين وستطالب بتوفير شبكة الأمان المالية بقيمة 100 مليون دولار شهريًا.

 

*إسرائيليات
الاحتلال يعتقل مواطنًا ويداهم عدة منازل في الخليل

قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اعتقلت مواطنًا من الخليل، وداهمت عدة أحياء في المدينة وبلدة يطا.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت حارة أبو سنينة جنوب الخليل واعتقلت المواطن نائل أحمد أبو حسين (59 عامًا) وفتشت منزله بالكلاب البوليسية، وألحقت دمارًا في أثاث المنزل ومحتوياته بحجة البحث عن أسلحة، كما داهمت منازل أبنائه  فضل، وخضر، ورمضان، ويوسف.
وأضافت أنه تم مداهمة منزلي الأسيرين المحررين أحمد عمر أبو حسين، وسعيد مصطفى أبو حسين وعبثت بمحتوياتهما.
وفي منطقة جبل أبو رمان جنوب غرب الخليل، داهمت منزلي المواطنين كاظم القصراوي، وعزام أبو عيشة، وفي بلدة يطا جنوبًا داهمت منزل المواطن زهير أبو زهرة، وفتشته وعبثت بمحتوياته.

 

آراء
 الذاكرةُ الوطنيّةُ والتّراثُ الشّعبي| بقلم: د. خليل نزَّال 

التّراثُ الشعبيُّ هو وصيّةُ الأجدادِ إلى أحفادِهم، في تفاصيلِهِ يُخبّئونَ أغلى ما لديْهِم من كنوزِ المعرفةِ والثقافةِ والفنِّ ويمنحونَهُ شكلَ أغنيةٍ أو رقصةٍ أو مَثَلٍ أو حكايةٍ تُدفّئُ ليالي الشتّاء، يتركونَ كلَّ ذلكَ للأجيالِ القادمةِ في ثنايا الكُتُبِ وزخارفِ الثيابِ وفي قصصٍ لمْ يكتُبْها أحدٌ لكنَّ جدّاتِنا يحفظْنَها عن ظهرِ قلبٍ ويردّدنَها كما لو كنَّ شاهداتٍ على أدقِّ تفاصيلِها. من هنا يمكنُ القولُ أنّ التّراثَ الشعبيَّ هو مخزونٌ لا ينضَبُ من مؤونةِ الذّاكرةِ الوطنيّةِ، يزدادُ ثراءً كلّما نهَلْنا منهُ أكثرَ وأكثرَ. إنّهُ ضمانةُ الحوارِ المتواصِلِ بين ثلاثيّةِ التّاريخِ والأرضِ والإنسانِ للحفاظِ على مفهومِ الوطنِ كنتاجٍ متجدّدٍ لهذا الحوارِ، وليسَ مجرّدَ قطعةٍ جغرافيّةٍ مهما كانَتْ مساحتُها وثرواتُها.
 
التّراثُ الشعبيُّ الفلسطينيُّ جزءٌ من مكوّناتِ الذّاكرةِ الوطنيّةِ وأدواتِ الحفاظِ عليها، بكلِّ ما يعنيهِ ذلكَ منْ ترسيخِ أحدِ أهمِّ عواملِ الشّعورِ بالانتماءِ الوطنيِّ، فالتمسُّكُ بالتراثِ بكلِّ تفاصيلِهِ هو الضمانةُ العمليّةُ للالتزامِ بمعاييرَ موحّدةٍ تحدّدُ الشخصيةَ الفرديّةَ والوطنيّةَ وتميّزُها عن كلِّ ما يحيطُ بها، وتحميها من خطَرِ التلاشي والاندثارِ. هكذا نفهمُ دورَ الرقصِ الشعبيِّ واللباسِ التقليديِّ والعاداتِ المتوارَثةِ في الأعراسِ وسردِ الرّواياتِ الشعبيّةِ والحفاظِ عليها من النسيانِ. وهكذا نفهمُ دورَ الأمثالِ الشعبيّةِ بما فيها من الحكمةِ وخلاصَةِ تجربة أجدادِنا، ومعَ يقينِنا أنَّ التّراثَ الشّعبيَّ معرَّضٌ للتّحريفِ أحيانًا، لأنّهُ في معظمِهِ ليسَ مكتوبًا، إلّا أنَّ الذّاكرةَ الوطنيّةَ تمتلكُ القدرةَ على "غربَلةِ" ما تختزنهُ من ميراثِ الأجدادِ وتستطيعُ سدَّ البابِ في وجهِ ما يحاولُ أنْ يتسلّلَ إليها من الشوائبِ والخرافاتِ. 
 
يجبُ تشجيعُ التمسّكِ بكنوزِ التراثِ الشعبيِّ الوطنيِّ، وفي عَصرِ الذاكرةِ الرّقميةِ واعتمادِ الشبابِ على "الإنترنيت" كمصدرٍ رئيسٍ للمعرفةِ، من المهمِّ أنْ تجري عمليةُ تجميعِ كلِّ ما يتعلّق بتراثنا من حكاياتٍ شعبيةٍ وأساطيرَ إيجابيّةٍ وأمثالٍ ووضعِ ذلكَ في متناولِ الأجيالِ التي تفضّلُ استخدامَ التقنيّاتِ الحديثةِ وتعزِفُ عنِ الكتبِ التقليديّة. كما لا بدَّ من تشجيعِ التمسّكِ بالعاداتِ المتوارثةِ في الأفراحِ والأتراحِ وعدمَ الإنجرارِ وراءَ القوالبِ العصريةِ الجاهزةِ، فما طَعمُ الأعراسِ بدونِ الدبكةِ والزفّةِ والزّغاريدِ والحنّاءِ؟! ففي كلِّ دبكةٍ فلسطينيّةٍ قصّةٌ لعلاقةِ الإنسانِ بالأرضِ، وفي كلِّ زغرودةٍ أملٌ بيومٍ أفضلَ وتفاؤلٌ بالمستقبَل. 
 
ندرِكُ جميعًا أنَّ الحربَ على التّراثِ تشكّلُ جزءًا من الحربِ التي تشنّها دولةُ الاحتلالِ الاستيطانيِّ ضدَّ شعبِنا بتاريخِهِ وحاضرِهِ ومستقبلِه، حيثُ نرى كيفَ تجري محاولاتُ سرقةِ الثّوبِ الفلسطينيّ وكيفَ وصلت محاولاتُ التزييفِ حتّى إلى الكوفيّةِ الفلسطينيّةِ، علاوةً على المأكولاتِ الشعبيّةِ التي يجري تسويقُها في الغربِ كمنتجاتٍ "إسرائيليّة". هذا كلّهُ لا بدَّ أنْ ينبّهَنا إلى أهميّةِ الحفاظِ على كنوزِ ثقافتنا الوطنيّةِ، وخاصّةً على الجزءِ الفريدِ والمميَّزِ الذي يمثّلُهُ تراثُنا الشعبيُّ، فالتمسّكُ بهذا التراثِ هو تمسّكٌ بالتّاريخِ المشرِقِ لشعبِنا، وهو ضمانَةٌ لتثبيتِ الرّوايةِ الفلسطينيّةِ وتحصينِها أمامَ محاولاتِ التّزييفِ الصهيونيةِ المتواصلةِ.
 
*جَفْرا ودَلْعونا وظَريفُ الطّول والدحيّةُ وحديدون وزنّارُ الفلّاحةِ وقنبازُ المُختارِ وطبخةُ المقلوبة... هؤلاءِ حرّاسُ الذّاكرةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّةِ، يستحقّونَ أنْ نحرُسَهُم ونحميهمِ من خَطَرِ النّسيان.

#إعلام _حركة_فتح_لبنان