شعبُنا منذ أزل التاريخ في صراع ومواجهة مستمرة مع كلِّ الطامعين بهذه الأرض المقدَّسة لما لها من مكانة دينية واقتصادية بحكم موقعها وما تحتويه من مقدّسات إسلامية ومسيحية. فهي مهد المسيح ومسرى رسولنا الكريم، وقد دفع شعبنا ثمنَ وجوده على هذه الأرض والحفاظ عليها آلاف الشهداء والأسرى، وتعرَّض للعديد من المجازر وهدم البيوت عبر مئات السنين.
ما زلنا لغاية اللحظة في حالة مواجهة مع أكبر احتلال في الوجود ونخوض صراعَ وجودٍ معه وليس صراع حدود، هو صراع بين محتل لهذه الأرض وبين أصحابها الشرعيين، بين عدوٍّ يدَّعي أحقيّته في هذه الأرض من خلال تزوير الحقائق والوثائق، وشعبٍ يملك الحقَّ التاريخي وكتب وثائقه بدماء الشهداء الذين رسموا حدود الوطن بدمائهم وتضحياتهم فكانت هجرتنا وسياحتنا عبارة عن مواجهات في كلِّ الميادين. مع هذا العدو نسيرُ بخطى ثابتة، نجوب العالم من أجل إقناعهم بروايتنا، هذا العالم المنحاز لهيمنة أمريكـا راعية الاحتلال التي تبتز كلَّ الدول لإسناد هذا المحتل.
مشوارنا نضالٌ مستمرٌّ وتضحياتٌ جِسام من أجل دحر هذا الاحتلال والعيش في ظلِّ دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هذا الهدف قدَّمنا من أجله آلاف الشهداء والأسـرى والجرحى، كان آخرهم الشهيد الأسير بسام السائح الذي اختار "سياحته" في ساحات المواجهة مع الاحتلال حتى قضى شهيدًا في رحلة أبدية نحو العلياء إلى حيثُ الشهداء جميعًا ليخلد مع الخالدين.