لعلَّنا نتطلَّع أن تؤدّي نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة إلى وقف الزحف السريع لـ"صفقة القرن" وإحباطها عبر إنهاء ثنائية ترامب- نتنياهو لأنَّ هذه الثنائية الأكثر عنصرية وصهيونية وتطرُّفًا، والتي تعمل ليل نهار من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتصفية وجود الشعب الفلسطيني كشعب له حقوق وطنيّة سياسيّة.
هذه الثُّنائيّة عملت وعلى امتداد أكثر من عام على إنهاء مبدأ حل الدولتَين، عبر القفز عن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقامت بخطوات تسابق فيها الزمن على عدّة مسارات من أجل تصفية وتهويد العناصر الرئيسة للقضية الفلسطينية، القدس اللاجئين وتشريع الاستيطان وإبقاء الاحتلال. وبموازاة ذلك إقرار جملة القوانين العنصرية في الكنيست وفي مقدّمها قانون يهودية الدولة والذي يحصر حق تقرير المصير على أرض فلسطين التاريخية باليهود، ويحول المواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وكل الفلسطينيين إلى مجرّد سكّان لهم حقوق مدنية ودينية فقط.
فالأمرُ واضحٌ بالنسبة لي ولمعظم الفلسطينيين ما الذي نريده من الانتخابات الإسرائيلية، وبالتالي نحن نرى ضرورة القائمة المشتركة وضرورة مشاركة الجمهور الفلسطيني في مناطق الـ48 بشكل كثيف لأنّه ليس صحيحًا أنَّ صوتهم لا يؤثّر، فهذه المقولة زرعتها بهم الحركة الصهيونية التي لا تريد أي مشاركة سياسية ذات مغزى لهم، فصوتهم قد يُحدث الفارق وقد ينهي ثنائية ترامب - نتنياهو التي تخنقنا جميعًا وحتى أنصار السلام في (إسرائيل) ذاتها.
السؤال: كيف تفكِّر "حماس" والإسلام السياسي وما الذي يريدونه من هذه الانتخابات؟ هل لها نفس التطلُّع!!
لنعرف كيف تفكِّر "حماس"، لا بدَّ من معرفة تفكير جماعة الإخوان، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهم هي تفصيل صغير بالقياس لمشروع الإمارة الذي يرونه كبيرًا، فالقضية الفلسطينية من هذا المنطلق بالنسبة لهم هي وسيلة وورقة استخدام لتحقيق الهدف الكبير وهي ليست الهدف.
تغريدة بعض المواطنين الغزيين على صفحات التواصل الاجتماعي قد تلخِّص ما الذي تريده "حماس" من الانتخابات الإسرائيلية سواء السابقة أو تلك القادمة، فقد أطلق هؤلاء المغرّدون على صواريخ "حماس" التي تطلقها عشية الانتخابات الإسرائيلية (بصواريخ الشنطة) أي بمعنى أنَّها تصعد للحصول على المال القطري. فمَن يتابع تصريحات قيادة "حماس" والناطقين بِاسمها لا يلمس أي اهتمام بوضع حد لـ"صفقة القرن" أو لثنائية ترامب ونتنياهو، وإنَّما اهتمامهم ينصب على كيف تستفيد "حماس" وجماعة الإخوان لذاتهم من هذه الانتخابات.
إنَّ هدف إنهاء ثنائية ترامب - نتنياهو هو مصلحة وطنية للشعب الفلسطيني، وهو بالتأكيد مصلحة لكلِّ قوى السلام العادل في (إسرائيل) والعالم، فمهمّة إفشال اليمين المتطرِّف العنصري في (إسرائيل) تصبُّ في مصلحة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني عبر وقف زحف "صفقة القرن".