عندَما يَشتدُّ الحصارُ من حَولِنا وتضيقُ بنا الأرضُ بما رَحُبَت، لا نولّي الأدبارَ، بلْ نُمسِكُ بتُرابِ الأرضِ وحجارتِها ونَبني منها مِتراسًا في وَجهِ الريحِ وما تخبّئ في أحشائها من مَخاطِرَ وأهوال.
لَم يُسجِّلِ التاريخُ على "فتح" أنّها تَركَتْ شعبَها وَحيدًا حينَ يأمرُها أنْ تكونَ في مُقدّمةِ الصُّفوفِ لِوقْفِ الطُّوفان. هكذا كانتْ "فتح" يومَ انطلاقتِها، وهكذا عرَفَها شعبُنا في الكرامةِ وبيروتَ وطرابلسَ وجنينَ والمقاطعةِ وكنيسةِ المهْدِ وفي حمّامِ الشطّ وحارات نابلس وأزقّةِ القدس.. وهكذا هي الآنَ: رديفُ الرايةِ المرفوعةِ عاليًا، ووعدٌ للشّعبِ بالثّورةِ حتّى النّصر..
الآنَ وقد قالَ لنا الناسُ أنَّنا يجبُ أنْ نَخْشى جَبروتَ أمريكا وإرهابَ إسرائيلَ، وأنَّ لا طاقةَ لنا بالصُّمودِ أمامَ ما أعدّوهُ لنا مِنْ مكائدَ، الآنَ يَطلُبُ شَعبُنا من "فتح" أنْ تقولَ كلمتَها، وكَما عوَّدتْ شَعبَها ها هي تنفُضُ عن ثَوبِها الفلسطينيّ ما علِقَ بهِ من غُبارٍ وتقولُ: أيّها العدوُّ الأحمقُ! متى سَتدرِكُ أنّنا شَعبٌ عَصيٌّ على الكَسْر؟ إنْ كُنتَ تنتظرُ "المُطبّعينَ العربَ" يأتونكَ فرادى وزرافاتٍ فإنّنا نعلِنُ إقفالَ كلِّ الطرُقِ المؤدّيةِ إليكَ، ولَنْ يَجرؤَ أحدٌ على دقّ أبوابِكَ عندما تُغْلِقُها فلسطينُ وهي تقولُ: أنا في حِلٍّ مِنْ كلّ ما يَربِطُني بقاتِلي، فلا تَقْربَوهُ ولا تصافِحوهُ لأنَّ دَمي الذي يلطّخُ يَدَيهِ سيُغطّيكُم بالخِزْيِ والعارِ.
يا عدوَّنا.. إنّنا نَنزِعُ عنكَ ثوبَ الشَّرعيةِ ونتركُكَ غارقًا في أوهامِكَ بإيجادِ شريكٍ مستعدٍّ ليُقدّمَ لكَ ورقةَ تُوتٍ تَسترُ بها عَورتَكَ فلا تَجدُهُ بَيننا، ولنْ تجدَهُ أبدًا.

*عندما يَشتدُّ الحِصارُ وتضيقُ بنا الأرضُ بما رحبتْ، ينادي حرّاسُ القُدسِ ومُرابِطوها: يا ساريةُ الجَبَلَ الجَبَل! وهُمْ على يَقينٍ أنْ لا جَبَلَ يَلوذُ بهِ ساريةُ إلّا "فتح".

٢٧-٧-٢٠١٩

رسالة اليوم
رسالة حركية يومية من إعداد أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولندا د.خليل نزّال.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان