انطلقت،  يوم الأربعاء، بالعاصمة المصرية القاهرة، أعمال الدورة الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب تحت مسمى "القدس بعيون الاعلام"، برئاسة وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة، وبمشاركة فلسطين، وبحضور وزراء الإعلام، ومسؤولين عن الأجهزة الإعلامية في الدول العربية، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، والامين العام المساعد لشؤون الاعلام السفير بدر الدين علالي، ورئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي.

ويترأس وفد فلسطين في الاجتماع: نائب رئيس الوزراء وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، ووكيل وزارة الإعلام يوسف المحمود، وسفير دولة فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، ومسؤول ملف الاعلام بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية المستشار جمانة الغول، والمستشار ناجي الناجي مدير المركز الاعلامي بالسفارة .

ويناقش الوزراء مشروع جدول أعمال المجلس الذي أعده المكتب التنفيذي، ويتضمن العديد من البنود، منها: متابعة تنفيذ "الخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأميركي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال"، التي أعدها قطاع الاعلام والاتصال بالتنسيق مع قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، لحشد الطاقات العربية ولزيادة الوعي حول أهمية قضية القدس، ودعم التحرك الدبلوماسي باتجاه المجتمع الدولي، والرأي العام العالمي لفضح الانتهاكات الإسرائيلية داخل الأرض الفلسطينية.

كما يتضمن جدول الأعمال، القضية الفلسطينية؛ كونها القضية المحورية والأساسية لجامعة الدول العربية، بهدف الإبقاء على القضية الفلسطينية عموما، وقضية القدس، حية في عقول العرب والمسلمين، من خلال تبني برامج توعوية اعلامية وفق سياسات إعلامية عربية.

ويناقش أيضا بنودا أخرى، منها: ما يتعلق بالخريطة الاعلامية العربية للتنمية المستدامة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، واللجنة العربية للإعلام الالكتروني، وعاصمة الإعلام العربي، والاستراتيجية الاعلامية العربية، وميثاق الشرف الإعلامي، والمحور الفكري للدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب.

وقال أبو الغيط "إن هناك رسالة يتعين على إعلامنا العربي ايصالها بأكبر قدرٍ من المسؤولية والكفاءة، والتي تتعلق بقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي نحملها معا من جيل لآخر، وليس صحيحًا أن الأجيال الجديدة أقل حماسًا أو انتماءً لهذه القضية العربية المركزية، بل هم متعطشون لمتابعة ما يجري بشأنها والدفاع عنها".

وشدد على ضرورة أن يقطع الاعلام العربي الطريق على منصات أخرى تتلاعب على القضية الفلسطينية، وتحركها، لأغراض لا تخدم سوى مصالح أطراف بعينها، ليس من بينهم الفلسطينيون أو العرب. مؤكدًا أن فلسطين قضية عربية، وستبقى كذلك الى أن تقام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وبين أن الصحافة المقروءة والاعلام المرئي، والمسموع، لا زالت تلعب الدور الأول في تشكيل وعي ووجدان المواطنين في العالم العربي.

بدوره، قال وزير الاعلام في المملكة العربية السعودية تركي بن عبد الله الشبانة "إننا نجتمع اليوم لمناقشة عدد من البنود، التي من شأنها خدمة مصالح الاعلام العربي، لتجاوز ما تمر به المنطقة العربية من أزمات، لا سيما ما يخص قضية العرب الاولى، وهي القضية الفلسطينية، وسنعمل بكل ما لدينا من طاقات، في سبيل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية، ذات الصلة، والمبادرة العربية".

وتابع "إن الوضع الراهن يتطلب منا أن يكون الاعلام العربي متيقظًا وواعيا للمخاطر المحدقة بالعالم العربي، وذلك حتى نتمكن من التصدي فكريا، وتوعيا، وجماهيريا للإرهاب، ونتحد في سبيل محاربته وكشف هوية داعميهّ، والعمل بشكل منظم على تجفيف منابع تمويله بكافة السبل المتاحة، لذلك علينا أن نتحد للتصدي للإرهاب، وانقاذ الارهاب البريئة، وذلك عبر تنفيذ خطة برامج نوعية ذات صفة توعوية وتثقيفية لهذه الظاهرة الخطيرة المدمرة".

في هذا السياق، قال وزير الاتصال بالجمهورية الجزائرية حسن رابحي: إن الحديث عن دور وسائل الاعلام العربي في تعزيز ثقافة التسامح، ليكون محورًا فكريًا للدورة الحالية لمجلس وزراء العرب، يتيح لنا فرصة التذكير بالضرورة الملحة للتكفل بالموضوع، خاصة في ظل الانتشار المتنامي لخطابات العنف والكراهية، والترويج الممنهج لها، وهو ما يتنافى مع كل الأديان والمواثيق الدولية لحقوق الانسان.