مخطِئ مَن يظن أنَّ ضغط ترامب على رام الله بدأ يؤتي ثماره وأن أبو مازن يعيد التفكير في "الفرصة الذهبية" للحكومة الأمريكية.
وحول التسريبات للرسائل المتبادلة بين رام الله وواشنطن ممكن النظر إليها من الزوايا السياسية التالي:
 - خيبة أمل الرئيس أبو مازن من الدول العربية، التي وافقت على المشاركة في مؤتمر البحرين على الرغم من نداءات أبو مازن لمقاطعته.
- رؤية أبو مازن للمجتمعين في المنامة أنّها "خيانة حول القضية الفلسطينية"
- إدراك القيادة الفلسطينية أنَّ أحد أهداف المؤتمر هو ممارسة الضغط على أبو مازن لوقف المقاطعة لأمريكا والمفاوضات وإسرائيل
*تأسيسًا للمعطيات السابقة نرى:
أبو مازن وكونه معروفًا ومشهودًا له بدهائه السياسي، ورؤيته مدى التهافت والتعرّي العربي أمام ترامب وإدارته، والدعم الخليجي السخي، والهرولة العربية الوقحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لدرجة أنَّ القضية الفلسطينية لم يعد لها حاضن عربي، وتحوّل العرب من دعمهم إلى صمتهم ثُم إلى خذلانهم أمام تلك الأراجيف، اتَّخذ أبو مازن خطوة سياسية ذكية تهدف إلى ضرب توجهات الأنظمة العربية المتخاذلة، لإدراكه أنّه لا يزال يمتلك مفاتيح المعادلة، ولا حل مهما كان شكله إلّا بموافقته، وإن صحّت التقديرات فإن أبو مازن متجه نحو إنهاء مقاطعة ترامب وممثّليه كوشنر جرينبلات ، وسنشهد بعد ذلك تباعًا تغيُّرًا في الموقف الرسمي العربي.