رفضًا لصفقة القرن، واستنكارًا لمؤتمر البحرين التطبيعي، نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال وقفة رفض واستنكار لهذا المؤتمر الذي يهدف لشطب القضية الفلسطينية وإلغاء حق اللاجئين في العودة، ذلك أمام محطة سرحان في مخيم البداوي اليوم الثلاثاء 2019/6/25.

تقدم الحضور ممثلي أحزاب، والقوى اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، واللجان الشعبية، وهيئات وروابط وأندية، وفعاليات من المخيم والجوار، رافعين اللافتات الرافضة والمستنكرة لورشة البحرين الخيانية.

بدايةً كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "ورشة البحرين في المنامة سوف تفشل وإن هذا المؤتمر ولد ميتًا في غياب دولة فلسطين صاحبة الحق في هذه الأرض المباركة".

وأضاف: "إن الدول المشاركة في المؤتمر ومعهم ترامب يحاصروننا ماليًا واقتصادياً ويدّعون أن هذا المؤتمر سوف يدعم الاقتصاد الفلسطيني وهم مخادعون لأنهم لو كانوا صادقين لقدموا الدعم للشعب الفلسطيني في صموده بأرضه وخاصة لأهلنا في مدينة القدس الذين يتعرضون للتهويد وتدمير منازلهم وارتكاب المجازر بحقهم وحجز جثامين الشهداء عقوبة لذويهم".

وأشار إلى أن شعبنا موحد في مختلف قواه السياسية وكافة شرائحه خلف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب الرئيس أبو مازن في مواجهة المخاطر عن ما يسمى بصفقة القرن التي تريد تصفية القضية الفلسطينية، ولكن شعبنا الفلسطيني سيواصل المقاومة بجميع أشكالها، ومستمر في مسيرات العودة في غزة التي قدمت الشهداء والجرحى، وفي الضفة الغربية التي تواجه الاستيطان وحواجز جيش الاحتلال، وارتفعت وتيرة المقاومة في القدس المحتلة بعد قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس ووقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية ولمؤسسة الأونروا، وإهداء الجولان السوري إلى نتنياهو، وبالأمس بدؤوا بالتهديد بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني المغتصب.

وأكد بأن شعبنا سوف يواجه كل المؤتمرات والورش التي تأتي تحت مسميات اقتصادية وإنسانية وتحمل أهداف عدوانية تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، وإننا متمسكون بأهدافنا الوطنية التي أرسى دعائمها الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الاستقلال واستعادة الوطن السليب إنها أرض فلسطين أرض الآباء والأجداد .

وتابع: "إنها لحظات تاريخية تمر بها قضيتنا الفلسطينية وهي استكمال لجريمة العصر في العام 1948 التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بدعم من بريطانيا دولة الانتداب، وها هي اليوم أميركا بقيادة ترامب وبالتعاون الوثيق مع بعض الأنظمة العربية يريدون تكرار الجريمة بحق الشعب الفلسطيني متجاوزين كافة قرارات القمم العربية بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني ".

وناشد فياض جميع الفصائل الفلسطينية بتمتين الوحدة الوطنية لأنها السلاح الأقوى في مواجهة كافة المشاريع والمؤامرات ضد أبناء شعبنا في الوطن والشتات .

وقال: "اليوم من ينتصر لفلسطين ينتصر لكرامة الأمتين العربية والإسلامية، ومن المعيب أن تكون دولة عربية وهي مملكة البحرين شريكة مع أمريكا لدعوتها لعقد هذه الورشة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين وإسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين جوهر الصراع، وتوطينهم في البلدان التي هجروا إليها مقابل حفنة من الدولارات تدفع من الخزينة العربية خدمة للاحتلال الصهيوني ضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية ".

 ودعا فياض كافة الشعوب والأحرار في العالم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا العادلة، ودعا الأمم المتحدة إلى تطبيق القرارات الدولية وخاصة القرار 194  بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها .

ثم كانت كلمة لمسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس عبد الناصر المصري، أشار فيها إلى استمرار  المؤامرات بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1907 وعام 1917 ووعد بلفور سايكس بيكو وسان ريمون وأيضاً قرار التقسيم وصولًا لصفقة القرن، واعتبر أن احتلال فلسطين كان بداية ومقدمة لتركيع الأمة ونهب كل ثرواتها وخيراتها. مؤكدًا بأن المشروع لم يكن يومًا فلسطين فقط بل كان الشرق الأوسط الجديد وتفتيت وتقسيم سبعة دول عربية.

كما أكد المصري أن الشعب الفلسطيني لم ولن يبيع أرضه، وفلسطين ليست للبيع فأبناؤها صامدون منذ مئة عام ومتجذرين بأرضهم مثل شجرة الزيتون.

وتابع: "لا ترمب ولا كوشنير يستطيعون أن يفاوضوا عن حق الشعب الفلسطيني في مقدساته وأرضه"، ووجه كلمة للحكام العرب ماذا أنتم فاعلون وماذا ستجنون من هذا التطبيع!؟.

وختم كلامه بالقول: "إن مواجهة هذه الصفقة وتحطيمها يكون بوحدة الصف الفلسطيني".

كلمة قوى التحالف الفلسطينية ألقاها القيادي في حركة حماس أبو بكر الأسدي أشار فيها إلى صفقة القرن باعتبارها مشروع صهيوني بأيدي أميركية يهدف إلى شطب حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين من خلال الإغراءات للدول المضيفة. مؤكدًا على وقوف كل الفلسطينيين صفًا واحدًا في وجه ورشة البحرين، ورفض كل مخرجاتها. وتطرق إلى سبل صد هذه الصفقة التآمرية من خلال الوحدة الوطنية وتوحيد وتفعيل المقاومة بكافة أشكالها واعتبر أن مثل هذه الصفقات لن تمر ولا يوجد أي شخص من الشعب الفلسطيني يستطيع التوقيع أو التنازل عن حبة تراب من فلسطين والقدس.

ثم َّكانت كلمة لأمين سر حركة التوحيد الإسلامية فضيلة الشيخ بلال شعبان، اعتبر فيها أن عقد المؤتمر الاقتصادي تحت عنوان السلام من أجل الازدهار هو بوابة فعلية لتطبيق صفقة القرن".

وتابع: "إن عقد مثل هذه المؤتمرات في دولة عربية وهي البحرين دليل على بيع هذه الأنظمة كرامتها للاحتلال، وتنازلها عن مسرى الرسول من أجل الحفاظ على عروشها"، مؤكدًا أن هذا المؤتمر هو لتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه ومنحها للصهاينة عن طريق تقديم بعض الأموال كرشوة للبيع الأبدي للقدس، واعتبر أن المؤتمر باطل ويشكل تجاوزاً لإجماع الشعب الفلسطيني برفضه من قبل السلطة والفصائل الفلسطينية ورجال الأعمال حيث لم يفوضوا أحدًا للمتاجرة بقضيتهم ولا يملكون الحق ببيع هذه الأرض والمقدسات.

وختم فضيلته كلامه بأن مؤتمر المنامة يشكل تورطًا عربيًا في خيانة الأمة وشراكتها في الهجمة الصهيوأمريكية التي تسعى لشطب القضية الفلسطينية، فشعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا تموت ولا تقايض القدس والحرية بمال الدنيا.