بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الثلاثاء 25-6-2019
 


*رئاسة 
الرئيس خلال لقائه الصحافة الأجنبية: نحن ضد ما يجري بالمنامة وضد "صفقة العصر" وسنبقى في أرضنا صامدين

أكَّد رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس "إنَّنا ضد ما يجري في المنامة وضد صفقة العصر وسنبقى في أرضنا صامدين، ونحارب الإرهاب أينما كان".
جاء ذلك في كلمة سيادته أثناء لقائه الصحافة الأجنبية، في مقرّ الرئاسة بمدينة رام الله.
وقال سيادته "إنَّ الأموال مهمة والاقتصاد مهم، لكنَّ الحل السياسي أهم، وعندما يتمّ حلّ سياسي على أساس الشرعيَّة الدولية ورؤية الدولتين، وقتها نقول مرحبًا بكل من يريد أن يساعدنا"، معربًا عن رفضه المطلق أن تحول أميركا القضية الفلسطينية من سياسية إلى اقتصادية.
وحول خصم إسرائيل لأموال المقاصة الفلسطينية، جدَّد الرئيس التأكيد على عدم القبول باستلام الأموال منقوصة، مؤكّدًا أنَّ الشهداء والجرحى والأسرى هم أقدس ما لدينا، ولا يمكن حرمانهم من الرواتب.
وفيما يلي كلمة سيادته:
في البداية سأتحدث عن موضوع ربما سمعتم به أو لم تسمعوا، ولكن بالنسبة لنا في منتهى الأهمية وهو الحدث الذي حصل قبل أسبوعين في طرابلس شمال لبنان، حدث قد يعتبره البعض أمنيًا ولكنَّه بالنسبة لنا حدث سياسي بامتياز، وهو على النحو التالي: شاب فلسطيني من مواليد طرابلس فلسطيني لا يحمل إلَّا جنسية فلسطينية كان راكبًا بسيارته وشاهد شخصًا يركب دراجة نارية، يُطلق النَّار على الناس ويحمل على وسطه حزامًا ناسفًا، فهجم عليه ومنعه من استكمال إطلاق النار أو تفجير نفسه، لكنَّ ذلك الشخص قبل أن يصدمه الفلسطيني أطلق 11 رصاصة عليه، فأصابه بثلاث رصاصات إحداها خطيرة جدًا برأسه والشاب الذي كان يحمل حزامًا لبناني من طرابلس، إذن المفارقة هنا أن فلسطيني من طرابلس يمنع لبناني من طرابلس أن يقتل لبنانيين، ونجح نجاحًا كبيرًا ومنعه من تفجير نفسه ومنع وقوع كارثة كانت ستحصد عددًا كبيرًا من الأرواح اللبنانية.
النقطة الثانية هي صفقة العصر، قبل أن تعلن صفقة العصر، أو قبل أن يبدأ الرئيس ترمب بتوضيح موقفه من نقاط كثيرة تتعلق بصفقة العصر أنا التقيت به 4 مرات، والوفد الذي يعمل معي التقى معهم 34 مرة (مع الوفد الذي يرافق ترمب)، وكل هذه اللقاءات كانت من أجل الحديث عن الحل السياسي لقضية الشرق الأوسط.
وفي اللقاء الأخير الذي تمَّ بيني وبين الرئيس ترمب في صيف 2017 في نيويورك، تحدثنا بصراحة عن رؤية الدولتين، وعن تطبيق القرارات الأممية، وعن أراضي الـ67، وكان موقف الرئيس ترمب كما يلي: نحن أنا حل سياسي، أنا مع رؤية الدولتين ولا أقبل دولة واحدة لأنها ستكون (ابرتايد) ونحن مع حدود 67 مع تبادلية، مع أن تتولى الولايات المتحدة الأمن، أي أننا تحدثنا بكل شيء سياسي وكنا متفقين تماما على هذه الرؤية واستغربت جدا، وشعرت أننا في اللقاء القادم قد نجد حلا سريعا لقضية الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية، وهذا الكلام كان في سبتمبر 2017، وبعد أسبوعين من ذلك فاجأنا الرئيس ترمب أنه أولا أبلغ مكتبنا التمثيلي في واشنطن أن مدته قد انتهت وعليه أن يغادر، وثم أعلن أن سفارته ستنقل من تل أبيب إلى القدس، وأن القدس هي عاصمة لإسرائيل، ثم بدأت إجراءات أخرى حول موضوع الأونروا والاستيطان، إلى أن وصل بسفيره في إسرائيل فريدمان ليقول إنه لا توجد هناك أرض محتلة أي أن إسرائيل من حقها أن تبني مستوطناتها في الأراضي الفلسطينية، وهنا فهمنا أن الرئيس ترمب ابتعد كثيرا ولم يعد هناك حل سياسي، ومع ذلك استمر يتكلم عن صفقة القرن، وأنا أستغرب حتى الآن ما هي الصفقة التي بقيت عنده بعد أن تحدث عن كل هذه القضايا (القدس، والأراضي، واللاجئين، والحدود والمستوطنات) وهي كلها مواضيع موجودة في المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين باتفاق أوسلو، طبعا في هذه الحالة نحن رفضنا رفضا قاطعا كل ما قاله الرئيس ترمب، بل أكثر من ذلك عندما قاموا بهذه الإجراءات أوقفنا الاتصالات مع الإدارة الأميركية، وقالوا لماذا؟ قلنا لأنكم قمتم بكل هذه الأفعال وبالتالي أقفلتم الباب على الحل السياسي، ماذا تريدون قالوا لنا؟ قلنا لهم أن تتراجعوا عن هذا الكلام وأن تقولوا إن القدس الشرقية أرض محتلة، وحل الدولتين، وعندها نعود للحديث معكم.
وبالمناسبة، عندما ذكرت للرئيس ترمب في لقائنا الأخير حل الدولتين، قال لي بالحرف الواحد أنا الآن سأعلن عن حل الدولتين، فرد عليه أحد أعضاء وفده وقال له ليس وقته الآن سيادة الرئيس فتوقف، أقول لكم إنه كان مستعدا لكل هذا لكن مع الأسف الشديد غير كلامه وموقفه، وبدأ يسير فيما يسمى صفقة قرن، ويقولون لنا هناك صفقة القرن، ونقول لهم انتهت صفقة القرن بالذي أعلنتموه ولم يبق شيء نتحدث عنه، إذا كانت القدس والاراضي واللاجئين انتهت، بالإضافة لكل هذا كل المعونات التي كانت تقدمها لنا الإدارة الأميركية عن طريق الـundp، أو مباشرة إلى السلطة وهي بحدود الـ800 مليون دولار كلها أوقفتها الإدارة الأميركية، أقول هذا في الوقت الذي يتحدثون فيه الآن في المنامة عن مساعدة السلطة الفلسطينية، هنا يقطعون كل شيء وهنا يقولون تعالوا سنعطيكم قليلا من النقود.
بالنسبة لصفقة القرن هذا ما جرى بالضبط بيننا وبين الأميركان، ونقول لهم نحن مستعدون للحديث معكم إذا تراجعتم عن هذا الكلام، إذا قلتم برؤية الدولتين وقبلتم بالشرعية الدولية، لأنه بصراحة عندما يتخذون مثل هذه الإجراءات يضربون بعرض الحائط كل الشرعيات الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن التي كانت توافق عليها أميركا وآخرها القرار2334 الذي أخذناه وترمب في البيت الأبيض، أنا أريد هذا القرار، ومع ذلك أنكر كل هذه القرارات وأصبحت لا قيمة لها.
 إذا لا يوجد شرعية دولية إلى من نحتكم؟ وإذا لا يوجد محاكم دولية إلى من نحتكم؟، وإذا لا يوجد أمم متحدة إلى من نحتكم؟ إذا كانت أميركا هي الحكم، نحن نرفض هذا الحكم ولا نقبل التعامل معه.
كما قلت لكم، لن نتعامل مع الإدارة الأميركية على هذا الأمر ما لم تتراجع عن القرارات التي اتخذتها، ومن ثم تطبيق الشرعية الدولية، أنا أريد تطبيق الشرعية الدولية، أنا جزء من الشرعية الدولية، لا أريد أكثر، أنا لست خارجًا عن الشرعية الدولية، نحن الآن أعضاء مراقبين في الأمم المتحدة، وبالتالي نحن نهتم جدًا بأن الشرعية الدولية يجب أن تطبق، ويجب أن يكون لها الأولوية في التعامل الدولي، وإلَّا فهناك فوضى من الذي يحكم من؟ إذا كانت أميركا لا تريد الشرعية الدولية فماذا نفعل نحن كدول وشعوب صغيرة، وماذا تفعل بقية دول العالم؟.
النقطة الثانية، الآن هناك قضية المنامة، مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، قالوا نريد أن نقدم قضايا اقتصادية لكم، نحن بحاجة لاقتصاد، وبحاجة إلى مال، وفعلاً بحاجة لمساعدات، ولكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، عندما يكون هناك حل سياسي وعندما تطبق رؤية الدولتين، وعندما نرى دولة فلسطين على حدود 67 حسب ما هو وارد بقرارات الشرعية الدولية، عند ذلك نقول أيها العالم تعال لمساعدتنا نحن مستعدون للمساعدة، أمَّا أن تحول أميركا القضية كلها من سياسية إلى اقتصادية فنحن لن نقبل هذا ولذلك قلنا لن نحضر المنامة بكل وضوح وصراحة، ولا نشجع أحدا أن يذهب لحضور المنامة، ونحن متأكدون أن ورشة المنامة لن يكتب لها النجاح.
العلاقة مع إسرائيل، نحن بيننا وبين إسرائيل اتفاق أوسلو، والاتفاقات الملحقة بأوسلو والتي تصل إلى اتفاق باريس، وأقول لكم بصراحة منذ أكثر من 15 عامًا إسرائيل أيضًا نقضت كل هذه الاتفاقات وهي مكتوبة كلها بيننا وبينهم ووقعناها في حديقة البيت الأبيض برعاية الرئيس كلينتون، ثم بعد ذلك في باريس برعاية الحكومة الفرنسية، كل هذه الاتفاقيات ألغيت ولم تبق إسرائيل أيا منها ونحن صابرون، ولكن في الفترة الأخيرة قررت إسرائيل أن تخصم أموالنا، طبعًا هي تجمع لنا الأموال من الموانئ والبضائع التي تصل البلاد باعتبار أنَّه لا تواجد لنا على الحدود وتقدم لنا كل شهر هذه الأموال بعد أن تخصم أجرتها 3% دون حساب، ويرفضون التعامل معنا لكي لا نسألهم عن كيفية الخصم..الخ، إلى أن جاء وقت وقرر الكنيست الإسرائيلي أن يخصم أموال الشهداء والأسرى والجرحى من أموال المقاصة، نحن رفضنا هذا، فقالوا هذه الأموال ناقصة أموال الشهداء فرفضناها وقلنا لن نقبل بها وأعيدت لهم، ومنذ 4 أشهر ونحن ننتظر لكي نجد حلا بيننا وبينهم، إنما أن نقبل أن نستلم الأموال منقوصة فهذا لا يمكن أن نقبل به إطلاقا. بعض الدول حاولت أن تقول لنا خذوا الأموال وتفاوضوا قلنا لا، إما أن نأخذها كلها أو لا، نحن مستعدون للحوار مع الإسرائيليين لماذا تخصمون هذه الأموال؟ بالنسبة لي كيف أقبل قرارا يمس حقوقي ويمس الشهداء وهم أقدس ما لدينا، والجرحى وهم أقدس ما لدينا، والأسرى وهم أقدس ما لدينا، فلا يمكن أن أحرمهم من الرواتب من اجل أن إسرائيل تريد أن تسميهم إرهابيين، فهذا كلام لا يقبل به أحد ولا نقبله إطلاقا.
ذهبنا لمجلس الأمن وقدمنا مشروعا وقلنا فيه نريد مؤتمرا دوليا كما عقد في أنابوليس من أجل حل القضية على أساس الشرعية الدولية ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن ونحن ننتظر ولا أحد يسمع وبالذات أميركا، لأنه أميركا إذا وافقت بطبيعة الحال ممكن أن يعقد مؤتمرا دوليا، نحن لا نستطيع أن نتعامل مع العالم خارج إطار الشرعية الدولية، فإذا لم أتمسك بالشرعية بماذا أتمسك؟ بفرض الأمر الواقع لم يعد يجد إطلاقا، بالقوة لم تعد تجدي إطلاقا، وهو يجربون الآن التهديد بالقوة بينهم وبين إيران وهذا ليس شأننا، لكن أقول حل القضايا بالطرق السلمية والشرعية وطرق الاتفاقات أفضل بكثير من التهديد بالصواريخ وغيرها ووضع العالم على شفير حرب كبيرة.
هنا نقطة أخرى وهي المصالحة بيننا وبين حماس، منذ عام 2007 ونحن نتفاوض مع حماس من أجل المصالحة، وأخيرا اتفقنا مع المصريين على اتفاق اسمه اتفاق 2017 الذي يقضي بالحل، بحيث أنه الحكومة الحالية هي التي تتولى المسؤولية كاملة في غزة كما هي مسؤولة عنها في الضفة الغربية، وبعد ذلك نجري الانتخابات ثم حكومة وحدة وطنية ونوحد البلد مع بعضها البعض، هذا ما عرضه المصريون علينا ووافقت عليه حماس ونحن وافقنا عليه وإلى الآن مع الأسف لم يطبق، ونحن ملتزمون بهذا الاتفاق.
يخرج كوشنير أو جرينبلات ويقول إن السلطة الفلسطينية فاسدة، يستطيع قول ما يريد، أنا أتحدى أي إنسان يقول لي فلان في السلطة الفلسطينية فاسد ولم نذهب به إلى القضاء، نحن منذ 10 سنوات أسسنا مؤسسة مكافحة الفساد وهي مؤسسة مستقلة ولها حرية كاملة لتناقش وتفاوض وتحقق مع من يأتيها تقرير عنه وتذهب به إلى القضاء، اذا جاء أي شخص من أي بلد وقال لي فلان أو أنت أيها الرئيس فاسد في كذا وكذا، أنا أضع نفسي تحت تصرف هيئة مكافحة الفساد، لأنه من 10 سنوات ونحن نتابع كل فاسد، ولكن مع الأسف كثير منهم محمي بالدول، لأنه عندما يهرب إلى دولة فلا تسلمه، ونحن نحاكمه لكنه يحتمي بدولة ما، إنما لا نترك أحدا قال عنه فاسد أو يتهم أنه فاسد ويثبت ذلك ولا نعاقبه، هذه هي سياستنا منذ 10 سنوات وإلى الآن، وهذا ما نقوم به، بحيث ننشئ دولة فلسطينية عصرية تلتزم بالقانون والنظام الدولي والأخلاق وبحقوق الإنسان، تحدث أخطاء نعم ومستعدون فورا لتصحيح الخطأ، لأننا لا نقبل أن يتم أي تصرف عندنا ضد حقوق الإنسان.
خلاصة القول، الأموال مهمة والاقتصاد مهم، لكن الحل السياسي أهم، عندما يتم حل سياسي على أساس الشرعية الدولية ورؤية الدولتين وقتها نقول مرحبا بكل من يريد أن يساعدنا، سواء من المنامة أو من غير المنامة، إنما الآن نحن ضد ما يجري في المنامة وضد صفقة العصر وسنبقى في أرضنا صامدين ونحارب الإرهاب أينما كان.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، أكد الرئيس أنه لا يضع شروطا على الإدارة الأميركية، لكن ما قالته خطأ لأنه مخالف للشرعية الدولية، عندما نقول رؤية الدولتين موجودة في كل القرارات وبالذات في القرار 2334، وأنصح الجميع أن يقرؤوه لأنه تم بموافقة الإدارة الأميركية والرئيس ترمب في البيت الأبيض، لذلك أنا أقول عندما يقول الرئيس ترمب إن القدس أرض محتلة فهو ملتزم بحل الدولتين والشرعية الدولية وليس لي شروط، وفورا سأذهب إلى البيت الأبيض لاستكمال ما بدأناه معه منذ وصل إلى البيت الأبيض في لقاءات عديدة معه".
وأشار سيادته إلى المبادرة العربية للسلام وأنها "صدرت عن قمة بيروت العربية وتقول جملتين لا بد من حل سياسي بين فلسطين وإسرائيل، وبعد ذلك كل الدول العربية والإسلامية حرة في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، الآن إسرائيل فهمت الموضوع بشكل آخر، أن تذهب وتطبع علاقاتها مع الدول العربية وتنسى القضية الفلسطينية، أعتقد أن الدول العربية لن تقبل هذا وإن قبلت أن ترى إسرائيل في البحرين، ولن يكون هناك تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ما لم يكن هناك حل سياسي بيننا وبينهم، وكون الدول العربية ذهبت إلى البحرين في هذه الظروف نعرف تماما أن لكل ظروفه ولكل دولة وضع خاص تتصرف على أساسه، ولكن في الوقت نفسه نحن مطمئنون وسمعنا من كل الدول العربية أنه لا يوجد تطبيع مع إسرائيل قبل أن يتم حل سياسي بين إسرائيل وفلسطين".
وتابع أن "إسرائيل أوقفت صرف أموال الشهداء وتدعي أنها تنتظر ولا تستطيع أن تفعل شيئا قبل أيلول المقبل، وقبل الانتخابات الإسرائيلية وهذا ليس لي علاقة بشأنه، أنا يهمني أن تدفع إسرائيل الأموال فليس من حقها أن تخصمها علينا، لا يوجد هذا في اتفاق باريس، أنا طلبت من إسرائيل تعالوا نعيد النظر في اتفاق باريس رفضوا وإلى الآن يرفضون، مع أن اتفاق باريس ثنائي ويمكن إعادة النظر فيه بين كل فترة وأخرى ومع ذلك إسرائيل رفضت أن تعيد النظر فيه، ومع ذلك وبناء على اتفاق باريس لا يحق لإسرائيل أن تخصم هذه الأموال من أموالنا".
وجدد سيادته التأكيد أننا لن نقبل أميركا وحدها أن تكون وسيطا سلميا لقضية الشرق الأوسط، فبهذه السياسة لا نثق بها وحدها، نحن نريد أوروبا ونريد روسيا ونريد الأمم المتحدة والصين وبريطانيا وألمانيا، لن نكون عبيدا أو خداما لكوشنير وجرينبلات وفريدمان، هؤلاء الذين يحكمون ونحن لن نقبل وليقولوا ما يقولوا علينا.
وشدد الرئيس على "أننا لسنا في عزلة، ونحن لدينا علاقات مع كل العالم ونحن رئيس 135 دولة في العالم اسمها مجموعة الـ77+الصين، وكانت 134 وعملناها 135 ومن هنا حتى نهاية العام ستصبح 140، فنحن لسنا معزولين".

 

*مواقف "م.ت.ف"
عريقات: أيَّة خطة تتضمَّن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة
أكَّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أنَّ السبيل الوحيد للسَّلام والازدهار يكمن في تجسيد سيادة الدولة الفلسطينية الحرَّة على أرضها، وإنجاز حقوق الشّعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين وفقًا للقرار الأممي 194.
وأوضح عريقات في تصريح له، اليوم الثلاثاء، أنَّ تحقيق الحرية والعدالة يمرّ عبر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وليس من خلال الاعتراف بإجراءات الأمر الواقع غير القانونية التي يفرضها الاحتلال على الأرض بالقوة.
وجدَّد التأكيد على الموقف الرسمي الفلسطيني الواضح بعدم المساومة على الحل السياسي العادل والدائم، وقال: "إنَّ أيَّة خطة تتضمَّن عناصر إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء وجود شعبها مرفوضة سلفاً من الجانب الفلسطيني، وغير قابلة للنقاش أو التفاوض".
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تدّعي معرفة ما هو الأفضل لمصلحة الشَّعب الفلسطيني، في الوقت الذي لم تدن به انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي من سرقة ومصادرة الأرض والموارد الطبيعية، وتوسيع الاستيطان الاستعماري وحرمان شعبنا من حقوقه الأساسية.
وأضاف: "إنَّ ما تدافع عنه الإدارة الأميركية هو قراراتها الأحادية وغير القانونية، وتطبيع ودعم المشروع الاستيطاني الاستعماري، من أجل ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".
وأدان عريقات تصريحات سفير الولايات المتحدة في إسرائيل فريدمان وزيارته مع مساعد الرئيس ترمب لشؤون الأمن القومي جون بولتون إلى غور الأردن بصحبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أجل تبرير وجود الاحتلال وتعزيز خططه لضم المزيد من أراضي دولة فلسطين.
وتابع: "الضم هو جريمة حرب بموجب القانون الدولي ويشكّل تهديداً لسيادة فلسطين وأمنها وتواصلها على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإنَّ ورشة عمل المنامة - التي تتزامن مع الاجتماع الطارئ لوزراء المالية العرب في القاهرة ومؤتمر المانحين لدعم "الأونروا" في نيويورك - والخطة الاقتصادية الأميركية التي أعلن عنها كوشنر ليستا سوى تملص من الاستحقاقات والحلول السياسية التي تستوجب إنهاء 52 عامًا من الاحتلال العسكري الإسرائيلي عن فلسطين".
وقال: "رغم هذه الحملات التحريضية تهدف إلى إذعان وتركيع شعب فلسطين وقيادته للإملاءات والتهديدات الأميركية والإسرائيلية، إلَّا أنَّ شعبنا ملتزم بالدفاع عن حقوقه غير القابلة للتصرف، خاصة حقه في تقرير المصير، وحق دولته في الوجود، وسيفشل جميع هذه المحاولات كما أفشل غيرها على مرّ التاريخ".


*فلسطينيات
اشتية: المشروع الاقتصادي الأميركي تبييض للاستيطان وإضفاء للشرعية على الاحتلال
 قرَّر مجلس الوزراء في الجلسة الأسبوعية التي عقدت، يوم الاثنين في مدينة رام الله، الموافقة على اتفاقية التحويل الطبي مع مركز الحسين للسرطان في المملكة الأردنية الهاشمية، والموافقة على مذكرة التفاهم بين النيابة العامة الفلسطينية والأردنية.
كما قرر المجلس الموافقة على بدء إجراءات استملاك الأراضي اللازمة لمشروع شق طريق وادي النار وفق المخططات المعتمدة، وكذلك إعادة تشكيل اللجنة الوطنية للأجور.
وقرر المجلس صرف المبلغ المرصود لمكب النفايات في زهرة الفنجان لتنفيذ الاحتياجات الطارئة لموقع المكب من أعمال إصلاح وصيانة وطرق ومعدات وفق قرار مجلس الوزراء السابق، وتخصيص الموازنة اللازمة لإجراء دراسة وتحديد معايير قانونية وهيكلية لإنشاء بيئة عمل مناسبة للشراكة مع القطاع الخاص للاستثمار في المكب لتوليد الغاز والطاقة الكهربائية.
وفي سياق آخر، تابع المجلس حالات التسمم في قرية مردا وحالة وفاة طفل في أحد مسابح جفنا، وأوعز للجهات المختصة باتخاذ التدابير والإجراءات الرقابية والوقائية اللازمة لمنع تكرار مثل تلك الحوادث.
وكان رئيس الوزراء قد أكد في مستهل الجلسة أن محتوى الورشة الأميركية في العاصمة البحرينية المنامة هزيل، والتمثيل فيها ضعيف ومخرجاتها ستكون عقيمة، وأن رفض فلسطين لها وعدم مشاركتها أسقط الشرعية عنها.
وأضاف اشتية: "القضية الفلسطينية حلها سياسي متمثل بإنهاء الاحتلال وسيطرتنا على مواردنا، وسيكون بإمكاننا بناء اقتصادنا، والمشروع الاقتصادي الأميركي والمؤتمر المنبثق عنه في المنامة هو تبييض للاستيطان، وإضفاء للشرعية على الاحتلال، فلم تتطرق الخطة الأميركية المنشورة، إلى فلسطين، والاحتلال، والاستيطان، والسيادة، والدولة، والمعابر ذات السيادة، بل تتحدث عن اقتصاد هوائيّ".
وتابع رئيس الوزراء: "أن من يريد تحقيق السلام والازدهار للشعب الفلسطيني، فعليه أن يدعو إسرائيل لوقف سرقة أرضنا وقرصنة أموالنا والاستيلاء على مواردنا الطبيعية ومقدراتنا، وليفرض عليها انهاء احتلالها ووقف الاستيطان والتخلص من تبعاته وفك الحصار عن قطاع غزة والالتزام بما يمليه القانون الدولي والقرارات الدولية".
وحول الوضع المالي، قال اشتية: "إن إسرائيل ما زالت تحتجز أموالنا، وعليه الوضع المالي صعب، لكننا ثابتون على موقفنا، بأن لا نستسلم ولا نستلم أموالنا منقوصة، ولن نقبل بالقرصنة الإسرائيلية ولا بوسم أسرانا وشهدائنا بـ"الإرهاب".
وأضاف اشتية: "نبحث عن حلول ولدينا بعض الخطط، لكن الحل الجذري ان تقوم إسرائيل بإعادة أموالنا كاملة".
ورحب رئيس الوزراء بما جاء في الاجتماع الطارئ لوزراء المالية العرب، "الذي عقد لمساعدتنا في مواجهة الأزمة المالية"، معربا عن أمله بأن تترجم شبكة الأمان العربية إلى واقع.
وثمن مبادرة القطاع الخاص لإقراض الحكومة، التي ما زالت في مراحل الدراسة، مشيرا إلى انه سيتم الإعلان عن تفاصيلها عندما يتم ترجمتها إلى واقع، مؤكدا أن القطاع  الخاص كان دوما مكونا وطنيا حيويا في القضية الفلسطينية.
ودعا رئيس الوزراء الشركات إلى تحمل مسؤولياتها والتخفيف عن كاهل الموظفين من خلال إيجاد آليات لتبسيط الالتزامات او تأجيل جزء منها بما لا يضر بمصلحة أي من الطرفين.
وأشار اشتية إلى أن وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، تواصلتا مع المؤسسات التعليمية والجامعات في الوطن من أجل مراعاة الظروف المالية للطلبة نتيجة الوضع المالي الصعب، وهناك بوادر ايجابية من عدد كبير من الجامعات التي سهلت عملية التسجيل للطلبة. 


*عربي دولي 
مصر تعلق على "صفقة القرن": لن نتنازل عن حبة رمل من سيناء
قال وزير خارجية مصر، سامح شكري، إنَّ بلاده لن تتنازل عن حبَّة رمل واحدة في سيناء. 
جاء تعليق شكري ضمن  وضع سيناء في تفاصيل الشّق الاقتصادي من المبادرة الأميركية للسَّلام في الشرق الأوسط المسماه بـ"صفقة القرن"، وذلك ردًا على سؤال في هذا الصدد خلال مقابلة مع تلفزيون "روسيا اليوم".
وأوضح شكري، في مقابلة مع تلفزيون "روسيا اليوم"، أنَّ مشاركة بلاده في مؤتمر المنامة بشأن الشّق الاقتصادي "للتقييم وليس للإقرار (..)، خاصة في ظلّ اتصال دائم لمصر بالقضية الفلسطينية وإطار حلّها".
وتوقع أن يصدر المكون السياسي للطرح الأمريكي عُقب نظيره الاقتصادي.
وأضاف: "على أن ما سيحدث في المنامة الثلاثاء والأربعاء هو "ورشة عمل لا أكثر ولا أقل وما تردد من عناصرها في وسائل الإعلام ليس هو الطرح الرسمي ولذلك من الأهمية المشاركة والاستماع من أجل التقييم".
وتابع: "أيضًا تردد أنَّ هناك مكونات متصلة بمصر (في إشارة لاستثمارات في سيناء ضمن المبادرة الأمريكية)، وأيَّ مكون يخضع لمشاورات ثنائية فيما بين مصر وأي دولة تطرح هذا المكون اتصالاً بالأوضاع الاقتصادية في مصر".
وردًا على سؤال بشأن كون وضع سيناء ضمن المبادرة الأمريكية يؤكّد طرح "الوطن البديل" في إشارة إلى اقتطاع أجزاء من فلسطين وتخصيصها للدولة الفلسطينية المستقبلية، قال وزير خارجية مصر: "هذا الأمر تمَّ التعبير عن رفضه التام على كافة المستويات بالدولة".
وأضاف: "لن نتنازل عن حبة أو ذرة رمل من أراضي سيناء (..) وليس هناك أيَّ شيء يستطيع أن ينتقض وينقص من السيادة المصرية على سيناء".
وأوضح أنَّ "الشعب الفلسطيني الشقيق لن يرضى بأنَّ يكون في وضع اعتداء أو طموح على أراضي غير أراضيه".
والسبت الماضي، نشر البيت الأبيض، رسميًا تفاصيل الشّق الاقتصادي من "صفقة القرن"، ضمن تقرير من 95 صفحة تحت عنوان "السَّلام من أجل الرخاء"، وشرح بالتفصيل بنود الخطة المقرر أن تنفذ على مراحل خلال مدة زمنية تمتد لـ10 سنوات.
وتتضمّن تلك البنود تنفيذ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في قطاع غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة للأراضي الفلسطينية، تتضمن إلى استثمارات بقيمة 9.1 مليارات دولار، و7.4 مليارات دولار، و6.3 مليارات دولار للفلسطينيين في مصر والأردن ولبنان على التوالي.
وتنص -في هذا الصدد- على تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لعدة مشروعات تهدف لتحقيق اتصالات أوثق بين قطاع غزة وسيناء من خلال الخدمات والبنية التحتية والتجارة.
و"صفقة القرن" خطة سلام أعدتها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.


*إسرائيليات 
موفدة هآرتس: هذا ما يجري في البحرين..
نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، تقريرًا لموفدتها السياسية إلى ورشة البحرين الاقتصادية، نوعا لنداو، التي رصدت صورة التجهيزات الجارية للورشة التي تشرف عليها الإدارة الأميركية كجزء من خطتها المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأشارت لنداو إلى توافد المئات من الشخصيات المشاركة في المؤتمر إلى الفندق والفنادق المحيطة بالمكان الذي سيعقد فيه المؤتمر مساء اليوم، وسيستمر جدول أعماله حتى يوم غد الأربعاء.
ولفتت إلى أن الوفد الإسرائيلي المكون من عدة صحافيين ورجال أعمال، دخلوا إلى البحرين بطريقة رسمية من خلال جوازات سفرهم الإسرائيلية رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية مع البحرين.
وأوضحت أنه في نموذج التأشيرة الخاصة بالدخول كُتب عن الإسرائيليين الذين ولدوا بالقدس أنهم من مواليد فلسطين، فيما تم حذف مواليد المدن الإسرائيلية الأخرى مثل تل أبيب و غيرها. لكن ذلك لم يمنع وجود اسم "إسرائيل" باللغة الانجليزية وبشكل واضح في قوائم المؤتمر الأميركي.
وأشارت إلى المعاملة اللطيفة التي تتلقاها الوفود ومنهم الوفد الإسرائيلي. مشيرةً إلى أن الورشة ستعقد في فندق فورسيزونز في المنامة، وسط مقاطعة فلسطينية رسمية، بينما فضلت الولايات المتحدة عدم حضور وفد رسمي إسرائيلي بسبب مقاطعة السلطة للمؤتمر وكذلك لأسباب تتعلق بالانتخابات الداخلية الإسرائيلية.
وتكشف موفدة هآرتس عن الوفد الإسرائيلي المشارك، وهم الجنرال يؤاف مردخاي الذي كان يتولى حتى وقف قريب منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية، وسيتواجد بصفته رجل أعمال، دون أن يفهم ما هي الأعمال التي يقوم بها. إلى جانب كل من الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا إسرائيل إريك تل، والمدير العام لمركز شيبا الطبي البروفيسور يتسحاق كريس.
فيما سيكون رجل الأعمال الفلسطيني أشرف الجعبري الوحيد الذي سيشارك في المؤتمر، وهو من أثار الجدل بين الفلسطينيين حول مشاركته.
بينما سيكون هناك ممثلون من دول العربية، بما في ذلك السعودية والأردن ومصر والمغرب والإمارات، إلى جانب كبار رجال الأعمال العرب الذين تتميز جيوبهم بالمال الكافي لكي تصرف على 3 دول إن رغبوا بذلك. وفق وصف موفدة الصحيفة.
وتقول في ختام تقريرها "خارج النغمة التي تبدو مضطربة، الجو أقل متعة. في الضفة وغزة يخططون لتظاهرات كبيرة ضد المؤتمر، والسفارة الأميركية حذرت مواطنيها من السفر إلى هناك، وقبل كل شيء يستمر التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى جانب واحد من الخليج، تطرح إدارة ترامب رؤية السلام - وعلى الجانب الآخر، تهب منها رياح الحرب".

 

*أخبار فلسطين في لبنان
"م.ت.ف" في برج البراجنة تنظّم مسيرةً جماهيريةً ضد صفقة القرن وشجبًا واستنكارًا لورشة البحرين
منذ أن أطلت صفقة القرن برأسها الخياني، كان أول الرافضين لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لأنها صفقة إنهاء القضية الفلسطينية، وإلغاء الحق الفلسطيني وهويته الوطنية، وإسقاط للقانون الدولي والشرعية الدولية، وأعاد سيادته التأكيد على رفضها في مؤتمر القمة العربية الطارئة بمكة المكرّمة، وأتبعت الإدارة الأمريكية أولى خطواتها لهذه المؤامرة بما أسمته "السلام من أجل الازدهار"، عبر ورشة عمل اقتصادية، تعقد في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 من الشَّهر الجاري.

ورفضاً لصفقة القرن، وشجباً واستنكاراً لورشة الخيانة في البحرين، نظمت منظمة التحرير الفلسطينية إلى مسيرة انطلقت من أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة باتجاه مقبرة المخيم، مساء الاثنين 2019/6/24.

وشارك في المسيرة ممثل عن سفارة دولة فلسطين، وأعضاء قيادة إقليم "فتح" في لبنان، وقيادة "فتح" في بيروت، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو تحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية، وكافة الأطر الفتحاوية والمكاتب الحركية، وممثلو المؤسسات والجمعيات والتيارات الفلسطينية واللبنانية، والفرق الكشفية والموسيقية الفتحاوية، وجهاء وفاعليات وأهالي المخيم.
ورفع المشاركون خلال المسيرة وعلى  أسطح المنازل الأعلام الفلسطينية، ولافتات منددة بصفقة القرن وورشة المنامة.

بدايةً ألقى أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش كلمة، جاء فيها: "اليوم في هذا المخيم الصابر الصامد، مخيم العودة إلى فلسطين، بالتأكيد كما في كل مخيمات لبنان وتجمعاتها وفي الداخل وفي كل عواصم الدول العربية ننتفض رفضًا لصفقة الخيانة وما تسمى بصفقه القرن، صفقة تريد إنهاء القضية الفلسطينية، ولقاء ما يسمى الازدهار الاقتصادي والذي للأسف سيعقد في عاصمة عربية، كان المفترض بها أن تكون إلى جانب الشعب وقضيته المركزية، وبرعاية صهيونية أمريكية، وهنالك من هو متطبع وهنالك من هو متآمر وهنالك من هو مضغوط على أمره لحضور هذه القمة".
وحيا أبو عفش كافة الدول التي رفضت حضور هذا اللقاء التآمري الذي يريد إنهاء القضية السياسية بحقنا في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين. كما حيا موقف النبيه، نبيه الأمة نبيه المقاومة،  دولة الرئيس نبيه بري على موقفه المشرف الذي صدر بالأمس، ووصفه بأنه أول مسؤول عربي متميزٌ يدعم القضية الفلسطينية. مؤكدًا باسم القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن وكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني من منظمة وتحالف وقوى إسلامية واجتماعية وإنسانية الرفض القاطع لصفقة القرن، وأن فلسطين هي الوطن القومي ولا بديل عنها، رافضاً التوطين والتهجير . وطمأن أبو عفش لبنان واللبنانيين رفض الفلسطينيين للتوطين، مؤكدًا أن المخيمات هي عنوان حق العودة إلى الوطن الأبدي فلسطين .
وأكد أبو عفش على عروبة القدس وعلى رمزيتها الدينية الإسلامية والمسيحية، وعلى عروبة الجولان ومزارع شبعا وكفرشوبا، وحذر من التمادي وخلق المؤامرات على الشعب الفلسطيني وأن ليس للفلسطينيين خياراً آخراً إلا العودة إلى المربع الأول، مربع الكفاح المسلح.
وألقى الشيخ عطالله حمود ممثل حزب الله كلمة المقاومة، جاء فيها: "باسم فلسطين باسم شعب فلسطين وأرض ودم فلسطين، وباسم الأسرى والشهداء ، نقف اليوم في مخيم الشرف والآباء، مخيم برج البراجنة في مسيرة تعبر عن صرختنا ورفضنا لورشة المنامة وصفقة القرن.
جئنا إلى هنا، إلى روضه الشهداء مع الأخوة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والأخوة في فصائل المقاومة الفلسطينية والتحالف الفلسطيني وأبناء الشَّعب إلى مقبرة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وبدمائهم لكي تبقى العروبة وتبقى فلسطين.

وتابع حمود: "جئنا جميعًا لنوحد كلمتنا ونتشابك ونرفع الأصوات لنعاهد الشهداء ونقول لهم أن فلسطين كل فلسطين، فصائل فلسطين، أطفال فلسطين، وشيوخ فلسطين جميعنا ضد صفقة القرن، وضد ورشة المنامة التي سيتم التوقيع من خلالها على دماء ما تبقى من القضية الفلسطينية".
واستطرد قائلاً: "نحن نؤكد أن صفقة القرن لن تمر، ومؤتمر المنامة هو مؤتمر الخيانة، فمحور المقاومة بالأمس قال كلمتهُ عندما سمع السيد القائد في الجمهورية الاسلامية مع رئيس الوزراء الياباني الذي كان يسلم إيران رسالة من الرئيس ترامب قال له نحن لا نثق بهذا الرجل ولم يستلم الرسالة".

وتابع: "نحن منذ عام 1979 ألغينا سفارة العدو الصهيوني ورفعنا علم فلسطين وسفارة فلسطين وطردنا الأمريكي من الولايات المتحدة الأميركية،  وبعد 41 عاماً يقول السيد القائد لأمريكا نحن لا نستلم رسالة من ترامب فاذا خيرونا أن نكون مع العرب ضد فلسطين، نرفض بقوةٌ فلن نكون إلاّ مع فلسطين، ولن نكون الاّ مع القدس، ولن نكون الاّ مع الشعب الفلسطيني، (وستبقى فلسطين والقدس عاصمة أبدية للأحرار والشرفاء).
وأكد حمود أنَّ المقاومة لن تساوم على فلسطين ولن تفرط بشبر من أرض فلسطين، وستبقى مع الفصائل الفلسطينية يدًا بيد و كتفًا بكتف".

وأضاف: "نقول للذين يوقعون على دماء الشهداء الفلسطينيين غدًا، أننا قادمون قادمون، فالأحرار والشرفاء سيبقوا شرفاء لفلسطين من البحر إلى النهر".
وألقى كلمة الحركة الإسلامية حماس ممثلها في المخيم أبو عبد مشهور، جاء فيها: "نحن شعب الشرف وشعب التضحيات، شعب الوحدة الوطنية، نعم تجمعنا فلسطين، تجمعنا دماء الشهداء وتجمعنا قضية فلسطين، اليوم يضعون القضية الفلسطينية على المذبح ويضعونها بين أيدي السماسرة ويبيعُونها في ثمن رخيص، فالشعب الفلسطيني يدفع ثمنها غاليًا، نحن نؤكد أن فلسطين لا تباع ولا تُشترى إنها قضية الشعب الفلسطيني ملك الأحرار والشرفاء فلا يمكن أن تمر صفقة القرن ولا يمكن أن تمر مؤامرة ّتجار الدماء وتجار القضية والشعب".
وأضاف: "إن الوحدة الوطنية اليوم تتأكد يومًا بعد يوم وإن المقاومة ستلغي الكيان الصهيوني، فلن نستسلم ولن نفرط بالقدس، فالقدس قدسنا وفلسطين لنا".
وأكد أن الشعب الفلسطيني في كل المخيمات بالداخل والخارج موقف واحد بكل فصائله وتحالفه يرفض صفقة القرن ويرفض التوطين وأنه لن يتنازل عن ثوابته الوطنية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.


آراء
هل ترامب يتعلَّم من تجربته؟| بقلم: يحيى رباح

كشعب فلسطيني، على رأسنا قيادتنا الشرعية ممثَّلة برئيسنا أبو مازن بتجربته العريقة، وعمقه الثقافي والسياسي الممتد، ومعرفته الواسعة بتطورات الوضع الإقليمي من حولنا، والسجالات الواسعة التي تجري في العالم الواسع، وأبرز عناوينها اليوم هي الحرب التجارية، والتفلُّت من النظام الدولي القائم، ليس عندنا مشكلة مع أي رئيس أميركي سواء كان من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، وسواء كان أبيض أو أسود، وسواء كان ذا ثقافة منفتحة أو قيمًا منغلقة، وأن يكون هذا الرئيس يتمتّع بتفعيلة الحذر، أن لا يبدأ من نقطة الصفر، لأنَّ الانجراف في هذا الطريق يُشجّع الوصول دون قصد إلى مراحل الحرب الباردة التي قد تصل إلى الحرب الساخنة.
فمنذ مجيء الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، وهو محقون بفكرة أنّه سيأتي بما لم تأتِ به الأوائل، ووقع اختياره على أن يسير في هذا الطريق المعقّد من خلال أقدم قضية في العالم، وهي القضية الفلسطينية التي نشأت فعليًّا مع انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول الذي ترأسه ثيودور هيرتزل في عام 1897، أي قبل مئة واثنين وعشرين عامًا، وفكرته الأساسية البحث عن وطن لليهود الذين كانوا يعيشون أخطر مراحل (اليهودي التائه)، والذين كان الكثير ممَّن ساعدوهم لا يريدون أن يكثر وجودهم في بلدانهم، ومنهم سيّئ الذكر جيمس آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني، الذي كان لا يريدهم في بلاده، ويريد في الوقت نفسه استخدامهم، لا سيما بعد ترسيخ مكانه قناة السويس فيما عُرِفَّ باسم شرق السويس، وخلق جسم غريب يحمي المصالح الأميركية، فبدأنا نسمع حكايات شاذة من حكايات الحنين اليهودي (حكاية أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وحكايات الوعد الإلهي، التي تبنّاها اللورد بلفور وصاغها في وعده المشؤوم الذي أصبح الأساس لإنشاء دولة (إسرائيل)، وتداعيات إقامة هذه الدولة التي أصبحت دولة الشر في الشرق الأوسط.
فكلُّ محترفي السياسة في العالم يعرفون هذه الحقائق التي ذكرتها، وكل الرؤساء الأميركيين يعرفون هذه الحقائق، وهم بدرجات مختلفة منحازون لإسرائيل،  ترامب بدأ بداية صاخبة ذات ضجيج، وسطحية حتى المهزلة، والبداية هي إزالة القضية الفلسطينية من الوجود، كأنّها قشرة سطحية، وشنّ حرب بلا هوادة ودون سابق إنذار على كلِّ مفردات القضية الفلسطينية، مثل القدس وعمقها العربي الإسلامي، حضورها في الهُويّة والعقيدة، وقضية اللاجئين حتى أنّه حين اعتبر أنّ عدد اللاجئين أربعون ألفًا فقط، فإنّه كان من دون أن يدري ربما، يقوم بدور سطحي وتافه ومثير للتساؤلات، وقضية "الأونروا"، والحرب المالية، والحرب على مستشفيات القدس وربما لكي يستعيد نفسه كإنسان قبل السياسي القائد، عليه أن يعاقب من حرضه على ذلك، هل هو صهره جارد كوشنير؟ هل هو تلميذه في سمسرة العقارات جيسون غرينبلات؟ هل هو مستشاره للأمن القومي جون بولتون؟ أم غير هؤلاء، ومن هم، لأنّ هؤلاء لم يسخروا من ترامب فقط، بل سخروا من أميركا، وسخروا من النظام الدولي القائم، وتجاهلوا موازين القوى الفعلية والمصالح الحيوية للآخرين، ولا بدّ للذين حرَّضوه على ذلك أن ينكشفوا لكي يلاقوا العقوبة التي يستحقونها.
بعد فشل الهجوم الترامبي ضد القضية الفلسطينية، وضد القيادة الشرعية الفلسطينية، وضد هذا الشعب البطل وهو الشعب الفلسطيني، بل إنّهم نجحوا في جعل جسم زائف اسمه "حماس" يتورّط في الانقسام، ليكون الانقسام بمثابة "عقاب أخيل"، بينما "حماس" النسخة الفلسطينية من الإخوان المسلمين ليسوا بمستوى الوعي الذي تتطلّبه المعركة.
فشلت المراهنة الأولى، صفقة القرن ماتت في رحم أصحابها، ورشة البحرين مهزلة تثير الرثاء، لابد أن ترامب يعرف ذلك بالتفاصيل، ولأنّه قرّر الدخول في السباق الانتخابي 2020، فقد بدأ بتحري الدقة، بدأ يتصرّف بوعي جديد، ورغم اللهجة الصاخبة فإنّه في الأحداث الأخيرة، في الخليج قلب المنطقة أصبح أقل استجابة لهمسات أو صرخات التهديد والوعيد، ربما عليه أن يدعم هذا التوجه الجديد بمزيد من التدقيق في إدارته حتى لا يقودونه إلى الندم حيث لا ينفع الندم.


#إعلام_حركة_فتح_لبنان