منذ أن أطلت صفقة القرن برأسها الخياني، كان أول الرافضين لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لأنها صفقة إنهاء القضية الفلسطينية، وإلغاء الحق الفلسطيني وهويته الوطنية، وإسقاط للقانون الدولي والشرعية الدولية، وأعاد سيادته التأكيد على رفضها في مؤتمر القمة العربية الطارئة بمكة المكرّمة، وأتبعت الإدارة الأمريكية أولى خطواتها لهذه المؤامرة بما أسمته "السلام من أجل الإزدهار"، عبر ورشة عمل إقتصادية، تعقد في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 من الشَّهر الجاري.
ورفضاً لصفقة القرن، وشجباً واستنكاراً لورشة الخيانة في البحرين، نظمت منظمة التحرير الفلسطينية إلى مسيرة إنطلقت من أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة باتجاه مقبرة المخيم، مساء الإثنين 2019/6/24.
وشارك في المسيرة ممثل عن سفارة دولة فلسطين، وأعضاء قيادة إقليم "فتح" في لبنان، وقيادة "فتح" في بيروت، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو تحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية، وكافة الأطر الفتحاوية والمكاتب الحركية، وممثلو المؤسسات والجمعيات والتيارات الفلسطينية واللبنانية، والفرق الكشفية واالموسيقية الفتحاوية، وجهاء وفاعليات وأهالي المخيم.
ورفع المشاركون خلال المسيرة وعلى  أسطح المنازل الأعلام الفلسطينية، ولافتات منددة بصفقة القرن وورشة المنامة.
بدايةً ألقى أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش كلمة، جاء فيها: "اليوم في هذا المخيم الصابر الصامد، مخيم العودة إلى فلسطين، بالتأكيد كما في كل مخيمات لبنان وتجمعاتها وفي الداخل وفي كل عواصم الدول العربية ننتفض رفضًا لصفقة الخيانة وما تسمى بصفقه القرن، صفقة تريد إنهاء القضية الفلسطينية، ولقاء ما يسمى الإزدهار الاقتصادي والذي للأسف سيعقد في عاصمة عربية، كان المفترض بها أن تكون إلى جانب الشعب وقضيته المركزية، وبرعاية صهيونية أمريكية، وهنالك من هو متطبع وهنالك من هو متآمر وهنالك من هو مضغوط على أمره لحضورهذه القمة".

وحيا أبو عفش كافة الدول التي رفضت حضورهذا اللقاء التآمري الذي يريد إنهاء القضية السياسية بحقنا في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين. كما حيا موقف النبيه، نبيه الأمة نبيه المقاومة،  دولة الرئيس نبيه بري على موقفه المشرف الذي صدر بالأمس، ووصفه بأنه أول مسؤول عربي متميزٌ يدعم القضية الفلسطينية. مؤكدًا باسم القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن وكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني من منظمة وتحالف وقوى إسلامية واجتماعية وإنسانية الرفض القاطع لصفقة القرن، وأن فلسطين هي الوطن القومي ولا بديل عنها، رافضاً التوطين والتهجير . وطمأن أبو عفش لبنان واللبنانيين رفض الفلسطينيين للتوطين، مؤكدًا أن المخيمات هي عنوان حق العودة إلى الوطن الأبدي فلسطين .

وأكد أبو عفش على عروبة القدس وعلى رمزيتها الدينية الإسلامية والمسيحية، وعلى عروبة الجولان ومزارع شبعا وكفرشوبا، وحذرمن التمادي وخلق المؤامرات على الشعب الفلسطيني وأن ليس للفلسطينيين خياراً آخراً إلا العودة إلى المربع الأول، مربع الكفاح المسلح.
وألقى الشيخ عطالله حمود ممثل حزب الله كلمة المقاومة، جاء فيها: "باسم فلسطين باسم شعب فلسطين وأرض ودم فلسطين، وبإسم الأسرى والشهداء ، نقف اليوم في مخيم الشرف والآباء، مخيم برج البراجنة في مسيرة تعبر عن صرختنا ورفضنا لورشة المنامة وصفقة القرن.
جئنا إلى هنا، إلى روضه الشهداء مع الأخوة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والأخوة في فصائل المقاومة الفلسطينية والتحالف الفلسطيني وأبناء الشَّعب إلى مقبرة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وبدمائهم لكي تبقى العروبة وتبقى فلسطين.
وتابع حمود: "جئنا جميعًا لنوحد كلمتنا ونتشابك ونرفع الأصوات لنعاهد الشهداء ونقول لهم أن فلسطين كل فلسطين، فصائل فلسطين، أطفال فلسطين، وشيوخ فلسطين جميعنا ضد صفقة القرن، وضد ورشة المنامة التي سيتم التوقيع من خلالها على دماء ما تبقى من القضية الفلسطينية".
واستطرد قائلاً: "نحن نؤكد أن صفقة القرن لن تمر، ومؤتمر المنامة هو مؤتمر الخيانة، فمحور المقاومة بالأمس قال كلمتهُ عندما سمع السيد القائد في الجمهورية الاسلامية مع رئيس الوزراء الياباني الذي كان يسلم إيران رسالة من الرئيس ترامب قال له نحن لا نثق بهذا الرجل ولم يستلم الرسالة".
وتابع: "نحن منذ عام 1979 ألغينا سفارة العدو الصهيوني ورفعنا علم فلسطين وسفارة فلسطين وطردنا الأمريكي من الولايات المتحدة الأميركية،  وبعد 41 عاماً يقول السيد القائد لأمريكا نحن لا نستلم رسالة من ترامب فاذا خيرونا أن نكون مع العرب ضد فلسطين، نرفض بقوةٌ فلن نكون إلاّ مع فلسطين، ولن نكون الاّ مع القدس، ولن نكون الاّ مع الشعب الفلسطيني، (وستبقى فلسطين والقدس عاصمة أبدية للأحرار والشرفاء).
وأكد حمود أنَّ المقاومة لن تساوم على فلسطين ولن تفرط بشبر من أرض فلسطين، وستبقى مع الفصائل الفلسطينية يدًا بيد و كتفًا بكتف".
وأضاف: "نقول للذين يوقعون على دماء الشهداء الفلسطينيين غدًا، أننا قادمون قادمون، فالأحرار والشرفاء سيبقوا شرفاء لفلسطين من البحر إلى النهر".

وألقى كلمة الحركة الاسلامية حماس ممثلها في المخيم أبو عبد مشهور، جاء فيها: "نحن شعب الشرف وشعب التضحيات، شعب الوحدة الوطنية، نعم تجمعنا فلسطين، تجمعنا دماء الشهداء وتجمعنا قضية فلسطين، اليوم يضعون القضية الفلسطينية على المذبح ويضعونها بين أيدي السماسرة ويبيعُونها في ثمن رخيص، فالشعب الفلسطيني يدفع ثمنها غاليًا، نحن نؤكد أن فلسطين لا تباع ولا تُشترى إنها قضية الشعب الفلسطيني ملك الأحرار والشرفاء فلا يمكن أن تمر صفقة القرن ولا يمكن أن تمر مؤامرة ّتجار الدماء وتجار القضية والشعب".

وأضاف: "إن الوحدة الوطنية اليوم تتأكد يومًا بعد يوم وإن المقاومة ستلغي الكيان الصهيوني، فلن نستسلم ولن نفرط بالقدس، فالقدس قدسنا وفلسطين لنا".

وأكد أن الشعب الفلسطيني في كل المخيمات بالداخل والخارج موقف واحد بكل فصائله وتحالفه يرفض صفقة القرن ويرفض التوطين وأنه لن يتنازل عن ثوابته الوطنية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.