سقط المنتخب التونسي في فخ التعادل مع نظيره الأنغولي 1-1 الإثنين ضمن منافسات المجموعة الخامسة لبطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، ليصبح أول منتخب بين المرشحين يتعادل في مباراته الأولى.

في المقابل، وجه المنتخب المالي في البطولة التي تستضيفها مصر حتى 19 تموز، تحذيرا شديدا الى منافسه المقبل المنتخب التونسي، بفوز صريح على موريتانيا المشاركة للمرة الأولى بنتيجة 4-1.

وفي المجموعة الرابعة، فازت ساحل العاج على جنوب إفريقيا 1-صفر، لتتساوى مع المغرب الذي حقق النتيجة ذاتها على ناميبيا الأحد.

وعلى ملعب السويس، عكّر المنتخب الأنغولي عودة يوسف المساكني الى صفوف نسور قرطاج بعد غيابه الطويل بسبب إصابة في الركبة، بانتزاع التعادل في الشوط الثاني بعدما منح قائد المنتخب التونسي فريقه التقدم في الشوط الأول بركلة جزاء.

وتقدمت تونس بركلة المساكني (34)، وعادلت أنغولا عبر دجالما (73) اثر خطأ في إيقاف الكرة من الحارس التونسي فاروق بن مصطفى.

وعكس لاعبو تونس الباحثة عن لقبها الثاني بعد 2004 على أرضها، خيبة الأمل من النتيجة المتواضعة في مواجهة أولى في البطولة، سبق لمدربين آخرين أن حذروا منها بعد مباريات سابقة في النسخة الحالية، من خلال التأكيد على صعوبة اللقاء الأول، وانتفاء نظرية المنتخبات الضعيفة في أمم إفريقيا الموسعة هذا العام للمرة الأولى الى 24 منتخبا.

وقال اللاعب البديل الفرجاني ساسي "أكيد التعادل غير مرضٍ لنا، كنا نحب أن ننتصر في أول مباراة (...) كنا فائزين 1-صفر وأتيحت لنا فرص لإضافة الثاني والثالث لكن لم نستغلها. كنا أحسن من المنافس".

أضاف "المنافس صعد الى الهجوم وأراد أن يعود بالنتيجة، ومن سوء تغطية دفاعية منا جاء هدف التعادل. حاولنا ان نسجل الهدف الثاني" لكن دون نجاح، معتبرا أن "أول مباراة لنا كانت صعبة وغير سهلة".

وبدأت تونس التي يقودها المدرب الفرنسي المخضرم إفريقياً ألان جيريس، المباراة بضغط ضد المنتخب الأنغولي العائد الى المنافسة بعد غيابه عن النسختين السابقتين، ولم يتمكن في سبع مشاركات سابقة من تخطي الدور ثمن النهائي (بلغه مرتين في 2008 و2010).

وسنحت الفرصة التونسية الأولى في الدقيقة الثالثة مع محاولة انفراد لنعيم السليتي بعد تمريرة خلفية متقنة من وهبي الخزري الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، لكن الدفاع قطع طريقه قبل الاقتراب من المرمى.

وبعد فرص خجولة، بقي المنتخب الأنغولي الأخطر الى أن حسّن نسور قرطاج من أدائهم في النصف الثاني من الشوط الأول بالضغط على مرمى طوني كاباكا، وصولا الى انتزاع السليتي ركلة جزاء بعد عرقلته من اللاعب بايزو إثر مراوغة فردية للاعب ديجون الفرنسي، سددها المساكني قوية على يمين كاباكا (34) الذي أنذر بالبطاقة الصفراء للاحتجاج.

وهدأ إيقاع المباراة بشكل كبير في الشوط الثاني، وفشل المنتخب التونسي في استغلال محاولات عدة سنحت له، ليدفع الثمن في الدقيقة 73 حين أثمر الاعتماد الأنغولي على الهجمات المرتدة هدف تعادل اثر تسديدة للمهاجم ماتيوس من على حافة منطقة الجزاء، حاول بن مصطفى التصدي لها لكنه هيأها على طبق من ذهب أمام دجالما المتقدم دون رقابة دفاعية، فتابعها بسهولة من مسافة قريبة في المرمى الخالي.

وكاد المساكني يعيد تونس الى السكة الصحيحة بتسديدة قوية من على مشارف المنطقة في الدقيقة 90، أوقفها الحارس كاباكا على دفعتين.

وما يزيد من تعقيد نتيجة تونس، هو أن منافسها في الجولة الثانية المنتخب المالي (في 28 حزيران) قدم أقوى أداء تهديفي حتى الآن في البطولة، وفاز بفارق ثلاثة أهداف على منافسه الموريتاني.

واستعرضت مالي التي كانت أفضل نتيجة لها الحلول وصيفة في 1972، بالتسجيل كما بالرقص بعد كل هز لشباك الحارس براهيم سليماني.

وقدم فريق المدرب محمد ماغاسوبا عرضا هجوميا قويا توزع بالتساوي بين الشوطين على حساب فريق المدرب الفرنسي كورنتان مارتينز.

وافتتح الماليون التسجيل بتسديدة عبدالله ديابي (38) من خارج المنطقة بالقدم اليسرى، وعززوا بركلة جزاء موسى ماريغا (45).

وفي الشوط الثاني، هزت مالي الشباك مجددا عبر أداما تراوريه الذي راوغ المدافعين قبل أن يسدد بقوة من خارج المنطقة (55).

وحرم المدافع ملا واغي موريتانيا من تقليص الفارق في الدقيقة 68، بقطعه الكرة في اللحظة الأخيرة من أمام أداما با المنفرد بالمرمى بعد مراوغته الحارس دجيغي ديارا. لكن الهدف الموريتاني لم يتأخر، اذ حصل المنتخب على ركلة جزاء اثر عرقلة مامادو فوفانا لاسماعيل جياكيتي، نفذها الحسن العيد بنجاح على يسار ديارا الذي ارتمى يمينا (72).

لكن مالي سارعت الى الرد بتسديدة التفافية قوية من تراوريه من خارج المنطقة، اخترقت الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الموريتاني (74).

وحقق منتخب ساحل العاج بداية إيجابية بفوزه على جنوب إفريقيا على ستاد السلام في القاهرة، ضمن "مجموعة الموت" الرابعة.

وأتى الفوز العاجي بفضل هدف لاعب أستون فيلا الإنكليزي جوناثان كودجيا في الدقيقة 64، ليمنح بلاده صدارة مشتركة مع المغرب.

وكان المنتخب العاجي الباحث عن لقبه القاري الثالث بعد 1992 و2015، قريبا أكثر من مرة من تعزيز النتيجة والخروج بنتيجة تمنحه الانفراد بالصدارة قبل اللقاء المرتقب في الجولة الثانية ضد المغرب الجمعة، لكنه اصطدم بإضاعة الفرص وصلابة الحارس رونوين وليامس.

واقتربت ساحل العاج من هز الشباك في مناسبتين متتاليتين، الأولى في الدقيقة 31 إثر تسديدة من ركلة حرة لعبها نيكولا بيبي من مشارف منطقة الجزاء ارتطمت بالعارضة، والثانية في الدقيقة 32 عندما انفرد كودجيا تماما بوليامس بيد أنه سدد مباشرة في يديه.

ورغم دخول جنوب إفريقيا الشوط الثاني بنية التقدم، بيد أن ساحل العاج باغتتها بهدف اثر تمريرة عرضية من الجناح الأيسر ماكس ألان غراديل وصلت على اثرها الكرة الى كودجيا فروّضها ثم لعبها في المرمى (64).

وسنحت إحدى أخطر فرص المباراة لساحل العاج في الدقيقة ما قبل الأخيرة، بتسديدة حرة رائعة نفذها بيبي في اتجاه الزاوية اليمنى العليا للمرمى الجنوب إفريقي، أبعدها الحارس ببراعة بأطراف أصابعه.