نظَّم المكتب الحركي للمعلِّمين وقفةً حاشدةً أمام محطّة سرحان في مخيَّم البداوي شمالي لبنان، اليوم الجمعة ٧-٦-٢٠١٩، تضامنًا مع معلِّمي الدعم المدرسي وطلابنا، ورفضًا لإيقاف مشروع الدعم المدرسي ولمحاولات دمج المدارس وحرمان أبناء شعبنا من وظائفهم. 

وشارك في الوقفة ممثِّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وحشدٌ من المعلِّمين والطلاب وأهاليهم، وفعاليات وجماهير من أهالي المخيَّم، حيثُ رفعوا لافتاتٍ أكّدت رفضَ مشروع دمج المدارس وإيقاف برنامج الدعم المدرسي.

وقدَّم الفعالية كلٌّ من الأستاذ محمد أبو عرب والأستاذ عصام كايد.

كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو قيادة منطقة الشمال مسؤول الإعلام مصطفى أبو حرب، فوجَّه التحيةَ لمعلّمي مشروع الدعم المدرسي الذين "استطاعوا بفضل جهودهم أن ينتشلوا طلابنا من أزمة التسرُّب والضياع ويُبقوهم على مقاعد الدراسة، فغدوا جامعيين وخريجين"، مؤكِّدًا أنَّ "الواجب وحقهم علينا أن ننحني أمام عظيم تضحياتهم وعطاءاتهم".

وشدَّد أبو حرب على أهميّة استمرار مشروع الدعم المدرسي، فقال: "هذا المشروع يصب في مصلحة طلابنا، ويؤمّن فرص عمل لأساتذتنا، وليس من حقِّ "الأونروا" أن تتَّخذ القرارات الجائرة بحقِّ أبناء الشعب الفلسطيني في ظلِّ مشروع دولي يستهدف شطب القضية الفلسطيني متمثّلاً بصفقة القرن".

وأضاف: "إنَّ الوقوف إلى جانب القيادة الفلسطينية بكل الطيف السياسي ضدَّ صفقة القرن يجب أن يكون برفض أية تقليصات لخدمات "الأونروا"، سواء أكانت تعليمية أم صحية أم إغاثية، لذلك فإنَّنا نرفض وبشدة وقف مشروع الدعم المدرسي. كما نؤكِّد رفضَنا لدمج المدارس في مخيّم البداوي، وهنا نُذكّركم بأنَّ طلاب ومعلِّمي حركة "فتح" قد اعتصموا مدة شهر كامل في العام 2000 أمام المكتب الرئيس لـ"الأونروا" في بيروت، فجاؤوا بثانوية الناصرة، هذا الصرح التربوي الرائد الأول على مدارس لبنان. كذلك فإنَّ طلاب وأساتذة حركة "فتح" جاهزون اليوم كي يستمروا في تحرُّكاتهم معكم لوقف مشروع دمج المدارس، بل نطالب أيضًا بمدارس جديدة لتتّسع للأعداد المتزايدة لطلابنا".

وتابع أبو حرب: "إنَّنا إذ نُعلي صوتَنا من مخيّماتِ الشمال، فذلك كي يسمعه مدير "الأونروا" في المنطقة، وعبره مدير "الأونروا" في لبنان رافضين وقف مشروع الدعم المدرسي ودمج المدارس، ونحنُ نعدُكم بتحركات سلمية مستقبلاً لحين تراجع "الأونروا" عن قراراتها التي تؤثِّر سلبيًّا على تحصيل أبنائنا العِلمي وقوت أبناء شعبنا وأمنهم الوظيفي، مؤكِّدين أنَّ وقفَ مشروع الدعم المدرسي لن يمر ودمج المدارس لن يحصل".

ثُمَّ كانت كلمة مُعلِّمي مشروع الدعم المدرسي ألقاها الأستاذ عثمان عطية، ممّا جاء فيها: "إنَّ وقف برنامج الدعم سيؤثّر على 3500 طالب يتلقون الدعم ويعانون من صعوبات تعلُّمية، كما يؤثر على الطلاب الآخرين في محيطهم. فوجود 50 طالبًا في الغرفة الصفية الواحدة يُشكِّلُ عائقًا أمام سير العملية التعليمية بمنحاها الصحيح، إلى جانب تأثيره على الأهل، فالعديد من العائلات تعاني الفقر ولا قدرة لها على تزويد أبنائها بالدروس الخصوصية".

وطالب عطية" الأونروا" التي من أولوياتها تشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعدم وقف برنامج الدعم، وطالب الاتحاد الأوروبي والدول التي ترعى حقوق الطفل بتوفير تمويل لمشروع الدعم لئلا يخسر نحو 3500 طفل أبسط حقوقهم، ألا وهو الحق في التعلُّم.

كلمة الطلاب ألقاها الطالب حسن بهاني، فأكَّد رفضَ الطلاب بشدّة لخطة دمج المدارس موضحًا أنَّها ستؤدي لحدوث اكتظاظ في الصفوف، ممّا ستكون له آثار سلبية جدًّا على تحصيل الطلاب العلمي ونموهم الاجتماعي، عارضًا كذلك لتداعيات قرار إيقاف مشروع الدعم على الطلاب، وفي مقدمتها تدمير آمالهم ومستقبلهم العِلمي.

وبعدها كانت كلمة مجالس الأهل ألقتها ربى عبيد، فقالت:  "هل دُمِّر مخيَّمنا لا قدّر الله حتى تزجوا ببراعمنا الصغيرة في البركسات الحديدية؟! لن نقبل أن نتخلّى عن مدرستنا التي احتضنتنا لسنين طويلة، ومن هنا نعبِّر عن رفضنا القاطع لمخطط دمج المدارس لأنَّ آثاره السلبية ستتجلّى على جميع الصعد، ومن أبرزها ارتفاع عدد الطلاب داخل الصفوف، ممّا سيؤدي إلى تراجع في مستوى التحصيل العِلمي".

كلمة المكتب الحركي للمعلِّمين ألقاها الأستاذ مصطفى نمر الذي أكّدَ أنَّ لدمج المدارس تداعيات سلبية كثيرة، فقال: "من أبرز النتائج السلبية ازدياد عدد الطلاب داخل الغرفة الصفية الوحدة، وداخل المدارس، ممّا ينعكس سلبيًّا على جودة التعليم ومستوى تحصيل الطلبة، علاوة على زيادة المشكلات السلوكية لدى طلابنا، وهذا الأمر يتعارض تمامًا مع برنامج الإصلاح التربوي المطبَّق في المدارس. لذا نؤكِّد رفضنا المطلَق لهذا المشروع، ونُطالب بالاستعاضة عنه ببناء مدارس جديدة لحلِّ مشكلة الدوامين".

وحول مشروع الدعم المدرسي قال: "لقد أثبت هذا المشروع نجاحه منذ أحد عشر عامًا، إذ ارتفعت نسبة التحصيل الدراسي، وتدنّت نسبة التسرُّب المدرسي، وتعزّز اندماج الطلبة في مدارسهم، كما أنَّ هذا المشروع يُعدُّ موردَ رزقٍ لأكثر من ستين عائلة في الشمال".

أمّا كلمة اللجنة الشعبية في البداوي فألقاها أبو رامي خطّار الذي أكَّد أنَّ اللجنة الشعبية في مخيّم البداوي التي رفضت دمج المدارس في العام الماضي ما زالت على موقفها، لا بل وبوتيرة أشد في رفضها لمشروع دمج المدارس الذي عاد إلى الواجهة، وطالبَ بِاسم اللجنة الشعبية "الأونروا" بالاستعاضة عن دمج المدارس عبر الشروع الفوري ببناء مدارس جديدة، وعلّق بالقول: "لا يعقل بأن يكون في الشعبة الواحدة ما يزيد عن خمسين طالبًا، وفي ساحة المدرسة الواحدة ما يتخطّى 1500 طالب!".

وشدَّد خطار على رفض اللجنة الشعبية في مخيّم البداوي وقف مشروع الدعم المدرسي، وأضاف: "كان ولا يزال هذا المشروع من أهم المشاريع التربوية التي ساعدت في تنمية قدرات طلابنا، وذلك بشهادة مدير" الأونروا" في لبنان، فكيف يعقل أن يتمَّ وقف واحد من أهم المشاريع التي تفتخر بها "الأونروا" حسب برنامجها التربوي في لبنان؟!".

وتابع:  "سيكون لنا في اللجنة الشعبية في مخيّم البداوي تحرك ممنهج لإسقاط هذه المشاريع ذات المردود السلبي على طلابنا وأبناء شعبنا الفلسطيني".

ثُمَّ قدَّم مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة الشمال مصطفى أبو حرب وأمين سر المكتب الحركي للمعلِّمين في منطقة الشمال حاتم أسعد مذكرةً بِاسم المعتصمين لمديرة المخيّم بالوكالة السيدة ميسون مصطفى، ليتمَّ رفعها إلى مدير "الأونروا" في لبنان.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان