تقرير: جويد التميمي

مع ساعات الصباح الاولى توافد آلاف المواطنين والزوار، من محافظات الوطن ومن داخل أراضي 1948، للحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان.

وقال الحاج محمد غنيمات أثناء عبوره البوابات الدولابية التي نصبها الاحتلال على مداخل الحرم، "قدمت برفقة ابنائي واحفادي من بلدة صوريف لنؤدي شعائر الصلاة في الحرم الابراهيمي ولنتسوق من البلدة القديمة".

وتابع، رغم استطاعتي الذهاب الى المسجد الاقصى المبارك، آثرت زيارة الحرم الابراهيمي، لنؤكد في الذكرى الــ25 حسب التقويم الهجري لمجزرة الحرم التي نفذها الإرهابي المستوطن باروخ غولدشتاين، فجر الخامس عشر من رمضان، والتي راح ضحيتها 29 مصليًا، على تجذرنا وتمسكنا بحرمنا، الذي يئن تحت وطأة الاحتلال الذي قسمه الى قسمين ويحاول فرض هيمنته بالقوة على جميع اجزائه.

من جانبه، قال مواطن يقطن بلدة بني نعيم أثناء جلوسه في الساحات الخارجية قرب البوابات الالكترونية المؤدية للحرم، "رغم إرغام المواطنين على المرور عبر البوابات الالكترونية والحديدية والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، بغرض التقليل من تواجدهم في الحرم، إلا أن آلاف المواطنين أصروا على الصلاة في الحرم، وتوافدوا عليه من كافة أرجاء محافظة الخليل ومن خارجها، المشهد في الحرم يثلج الصدور، توافد غير مسبوق إليه من كافة الفئات، رجال وشيوخ ونساء وأطفال، وهذه رسالة إلى الاحتلال مفادها أن الحرم الإبراهيمي مسجد إسلامي لا حق لليهود فيه وسيبقى لنا وتتعاقبه اجيالنا رغم انف الاحتلال ومستوطنيه".

بدوره، أشار إمام وخطيب ورئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة خلال خطبة الجمعة، الى فضائل شهر رمضان، وبين ان الفتوحات والانتصارات الاسلامية كانت غالبيتها في هذا الشهر المبارك، ومنها فتح مكة وغزوة بدر الكبرى، ونوه الى ذكرى مجزرة الحرم التي تصادف الخامس عشر من رمضان.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يستكين ولا يستطيع أحد تركيعه ومن يعتقد ذلك فهو مخطئ وواهم، وأنه سيواصل عمله وتجذره بارضه حتى ينال حريته ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد على ضرورة التحلي بالصبر والصمود في سبيل الوطن والذود عن المقدسات، مشيرا إلى أهمية التحلي بالأخلاق المثلى في التعامل بين المواطنين خاصة في ساعات المساء ومع اقتراب موعد الافطار.

وأكد أهمية شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي، والمواظبة على الصلاة فيهما من أجل حمايتهما من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه التي تهدف لإبعاد المسلمين عنهما وعن البلدتين القديمتين في القدس والخليل.

وأوضح في حديثه أن عدد المواطنين الذين توافدوا للحرم وصل إلى 20 ألف مصل، قائلاً "هذا تأكيد على تمسك المواطنين بحرمهم في الذكرى 25 للمجزرة البشعة التي سالت بسببها الدماء الطاهرة داخل مصلى الاسحاقية بالحرم الشريف".

بدوره، بين عضو الهيئة الادارية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سعيد الخطيب التميمي، أن الجمعية تقوم على خدمة المواطنين وزوار الحرم الإبراهيمي، موضحًا أن طواقم الجمعية تمكنت من إدخال مركبتي إسعاف إلى محيط الحرم، وتوفير 120 متطوعا كفرق إسعاف وفرق تنظيم، وأخرى لمساعدة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فرش الساحات الخارجية والأروقة الداخلية للحرم.

ونوه أن تنظيم فتح وشبكة المؤسسات العاملة في البلدة القديمة ومحيط الحرم ساهمت بشكل كبير في زيادة عدد الوافدين الى الحرم والبلدة، حيث أصبح الزائر يشعر بالامن والامان وهذا انجاز يلمسه المواطن على الارض.