بقلم: ماهر حسين

بعد إنقضاء الجمعة الأخيرة في غزة بدون أي تصعيد لمستوى الصراع الحاصل هناك على حدود غزة، وبعد أن ظهر دور حماس في التخفيف من أي مظاهر عنيفة لمظاهرات الجمعة في غزة بعد أن طلبت إسرائيل ذلك، وبعد أن استنكرت حماس عملية إطلاق ما يسمى بالصواريخ على إسرائيل من غزة، وبعد أن تحركت حماس للقبض على من أطلق هذه (الصواريخ)، وبعد أن ظهر الزهار على وسائل الإعلام وهو يتحدث بحقد الجاهل وبدون وعي لما يقول عندما أتهم السلطة الوطنية الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على إسرائيل لتعزيز الحصار على غزة!!

بعد كل ما سبق وأكثر من ذلك لا نعلمه حيث اللقاءات السرية بين حماس وإسرائيل وبعد رضوخ حماس السياسي للهدنة )الصفقة-الاتفاق-التفاهم)، وبعد أن باتت الدوحة صاحبة الصفقة ودافعة الرواتب لحماس، وبعد أن تعودت قيادات حمــــاس على العز والسلطة والجــــاه وباتت التضحية فقط للشعب، وبعد أن باتت غزة منهكة من الحصار والفوضى واليأس والبطالة وسوء التعامل وغياب الحقوق وتراجع التنمية وتصاعد الجريمة وزيادة حالات الانتحار وتعاظم ظاهرة تعاطي المخدرات وتصاعد الطلاق وارتفاع معدلات الفقر، وبعد أن قام جيش الاحتلال بالحشد على حدود غزة، وبعد أن بات لدى قيادات حماس ما تخسره من أملاك وأموال ونفوذ في غزة، وبعد أن تم التهديد بضرب (فيلل) ومساكن قادة حمــــــاس في غزة حيث تم تهديد حياتهم الرغيدة هناك ها هو المختصر المفيد يأتي عبر الصحف الإسرائيلية. (حيث يوجد اعتقاد في أوساط الجيش والحكومة الإسرائيلية بأن حماس فهمت رسالة إسرائيل بتصعيد ردود الفعل) وبناءً عليه تغيرت حماس، إسرائيل هددت وحماس تراجعت وتحولت حماس إلى (حماس اللي بتفهم).

طبعاً من قبل ذلك حماس تراجعت في خطابها فباتت تعتبر الحق الفلسطيني هو فقط في الأراضي المحتلة عام 1967م، وغابت عن حماس شعارات عدم جواز التنازل وأن أرض فلسطين أرض وقف وبأن الصراع صراع وجود كل ذلك اسقطته حماس من تصريحات قياداتها التي بات همها الأول هو التهجم على السلطة وفتح.

حماس لم تعد التنظيم الرباني الذي لا يوجد فيه خلل أو خطأ أو فساد بالعكس حماس كأي تنظيم سياسي به الكثير من الأخطاء والخطايا ولكنها مغطاة باسم الدين البريء من الإنحياز والعنصرية والتطرف والإرهاب والجهل والتعصب والمغامرة، فديننا دين الإسلام هو دين الإتحاد والوحدة والتسامح والعدل والوسطية والرحمة.

بالمختصر على ذمة وسائل الإعلام الإسرائيلية.

حماس صارت تفهم.