"الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة"، أبرز القضايا التي سيناقشها اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الـ29 التي ستعقد بعد غد الأربعاء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس.

وتأتي أهمية الاجتماع كونه ينعقد في ظروف استثنائية في ظل السعي الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال "صفقة القرن" المرفوضة، والإجراءات الإسرائيلية المستمرة الهادفة إلى تهويد الأرض عبر الاستيطان وإنهاء حل الدولتين، إضافة إلى الحاجة الملحة لتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات.

أكد أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني محمد صبيح أهمية انعقاد المجلس المركزي الذي يأتي بعد فترة قصيرة من انعقاد المجلس الوطني الذي عزز الشرعية الفلسطينية، وفتح المجال لعقد اجتماع آخر في أي وقت يتم فيه التوصل لوحدة وطنية، ونحن جاهزون لذلك خلال 3 شهور.

وقال: "إن أعضاء المجلس المركزي 145 عضوًا من كافة الفصائل الوطنية، وتم إرسال الدعوات للجميع ومن ضمنهم أعضاء من حركة حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى وجود أعضاء من الاتحادات والنقابات".

وأضاف: "أن اجتماع المجلس الذي سيعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، يحمل على جدول أعماله مجموعة من النقاط المهمة أهمها مناقشة آلية الانتقال من السلطة إلى مرحلة الدولة، خاصة أن قضية الدولة حسمت في الأمم المتحدة بقرار عام 2012 وأصبحت فلسطين دولة مراقب لها كافة الحقوق مثل الدول الأخرى، وفتح أمامها المجال للمشاركة في كل المنظمات والهيئات الأممية".

وتابع: "نحن نعاني من الاحتلال، وفي كافة اجتماعاتنا نبحث في كيفية قيام الدولة الفلسطينية على الأرض ودحر الاحتلال، نحتاج إلى الاستمرار في العمل للخلاص من الاحتلال والانتقال من السلطة للدولة.

وأشار إلى أن ما يقال في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلى حديث، والقيادة الآن بصدد الاجتماع وهذا الموضوع موجود على جدوله للنقاش والبحث، أما أي حديث عن حل السلطة ما هو إلى كلام مواقع التواصل الاجتماعي ولا يهمنا بشيء.

وحول المواضيع الأخرى التي سيناقشها الاجتماع، أوضح صبيح أن الاجتماع سيتابع تنفيذ قرارات المجلس الوطني الصادرة عن دورته الأخيرة، إضافة لمناقشة سبل التحرك على الصعيد الدولي في ضوء انسداد أفق التسوية بعد قرارات الإدارة الأميركية الأخيرة وأهمها نقل السفارة إلى القدس ومحاولة اختزال عدد اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد أن الموقف الأميركي موجود على طاولة النقاش في اجتماع المركزي، ولن نعفو عما قاموا به مؤخرًا بخصوص القدس والأونروا، ودعمهم اللامحدود لحكومة نتنياهو التي تستمر في انتهاكاتها اليومية بحق أبناء شعبنا.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني: "إن تأمين الانتقال من مرحلة السلطة الوطنية إلى الدولة من المواضيع الرئيسة على جدول أعمال المجلس المركزي"، مضيفا: "أخذنا أكثر من قرار بإنهاء المرحلة الانتقالية، واليوم نضع الآليات العملية والملموسة من أجل الانتقال لمؤسسات الدولة الفلسطينية، وترسيخ السلطة الفعلية على كافة المستويات الأمنية والإدارية والاقتصادية".

وأوضح أن جملة من الإجراءات والخطوات العملية الملموسة لهذه المرحلة، تتطلب معالجة جدية في إطار عملية الانتقال من سلطة انتقالية إلى الدولة، وبات الآن المطلوب تغير طابع السلطة الوطنية.

وأشار إلى أن العملية ستكون إجرائية وانتقالية وليست دفعة واحدة، وهي عملية شاقة ومعقدة وليست مرهونة بقرارنا فقط، بل بالصراع الإسرائيلي الذي ترسخ على الأرض.

وقال مجدلاني: "إن اللجنة التنفيذية أعدت جيدا لانعقاد المجلس المركزي، وسترفع تقريرًا شاملًا حول كل القضايا المطروحة، إضافة إلى وجود خطاب هام للرئيس محمود عباس مع انطلاق الاجتماعات التي ستناقش خلالها الخطوط العامة للمسار السياسي والقانوني والدبلوماسي للمرحلة المقبلة".